أكد وزير السكن والعمران والمدينة السيد عبد المجيد تبون، أن أشغال جامع الجزائر الأعظم دخلت حاليا مرحلة جديدة عنوانها «الدقّة والإتقان» في إشارة إلى أشغال مد العوازل والتجبيس ووضع الرخام والبلاط والتجهيز الكهربائي، مؤكدا أن الملامح النهائية للجامع بدأت تبرز تدريجيا، فيما يرتقب استلام قاعة الصلاة وباحة الجامع والمئذنة مع نهاية العام الجاري. وأوضح السيد الوزير خلال الزيارة التفقدية التي قادته أمس، إلى جامع الجزائر الأعظم أن الأشغال عموما تتقدم وبوتيرة حسنة، لكنه شدد على ضرورة الحرص على مراعاة الدقّة والإتقان في العمل سيما في الأشغال الداخلية سواء في قاعة الصلاة وباحة الجامع والمئذنة. وأضاف الوزير قوله «أشغال الجامع دخلت حاليا مرحلة جديدة لا تتطلب السرعة ولا يد عاملة قوية وآليات كبيرة، بل تقتضي فقط الحرص على إتقان العمل والدقّة لأن أي خطأ في هذه المرحلة تكون نتائجه وخيمة خصوصا في أشغال التجهيز الكهربائي والإنارة الداخلية والخارجية وكذلك أشغال مد العوازل». وأوضح الوزير أن العمل منصب حاليا على الجوانب التقنية بعد الانتهاء من الأشغال الكبرى، مؤكدا أن الجامع حاليا بصدد التحضير لتنصيب المحطة الكهربائية التي ستمون الجامع بأكمله مقدرا حجم استهلاك الجامع بعد استلامه نهاية 2018 بما يعادل استهلاك 12 ألف مسكن. في هذا الصدد قال الوزير «نحن الآن بصدد تسريع وتيرة أشغال إنجاز المحطة الكهربائية المركزية، وفي حال ما إذا لم نستلم هذه المحطة في آجالها لدينا محطات أخرى متنقلة يمكن أن تضمن الإنارة والتكييف والتهوية وكل التجهيزات الأخرى في قاعة الصلاة وباحة الجامع والمئذنة». وحث تبون، مسؤولي الشركة الصينية المنجزة على ضرورة إدراج أشغال قاعة الصلاة وباحة الجامع والمؤذنة ضمن الأولويات القصوى، داعيا إلى تسريع وتيرة الأشغال بها لاستلامها جميعا نهاية العام الجاري. وفي هذا الصدد قال تبون «قاعة الصلاة وباحة الجامع والمؤذنة سنستلمها مع نهاية العام الجاري، أما الجامع كاملا سيكون جاهز مع نهاية 2018». وفي رده على سؤال يتعلق ببطء وتيرة الأشغال في بعض الكتل داخل الجامع قال الوزير، إن ذلك راجع إلى التأخر الناجم في استيراد بعض المواد. للتذكير تم منتصف شهر مارس الماضي، صب آخر كمية من الخرسانة لإتمام الأشغال الكبرى للمئذنة لثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين. وتشرف على مشروع الجامع الذي أطلق مطلع 2012 مؤسسة الإنشاءات الصينية العمومية «سي اس سي او سي». ويضم المشروع المنجز في طابع إسلامي عصري بلمسات متوسطية وإفريقية علاوة على قاعة للصلاة تسع 120 ألف مصل والمئذنة المشرفة على خليج العاصمة، ساحة خارجية ومكتبة ومركز ثقافي ودار القرآن، فضلا عن حدائق وحظيرة للسيارات ومباني الإدارة والحماية المدنية والأمن وفضاءات للتجارة والإطعام. وسيضم الجامع كذلك متحفا للفنون والتاريخ الإسلامي مع مركز دراسات في تاريخ الجزائر. وفي جنوب هذا المعلم سينجز مركز ثقافي يشمل مكتبة ضخمة وقاعات عرض سينمائي وقاعة مؤتمرات يمكنها استقبال 1.500 مشارك.