كشف عدد من الموظفين والمرضى بمصلحة السرطان بالمؤسسة العمومية الاستشفائية، الدكتور يسعد خالد، بمدينة معسكر، عن صعوبة ظروف التكفل بالمصابين بهذا الداء نتيجة عدة أسباب، يتقدمها نقص الإمكانيات المادية والبشرية وتذبذب في التموين بالأدوية، مثل ما هو الحال بالنسبة لمواد العلاج الكيميائي. فيما أصبح مطلب فتح مركز مكافحة داء السرطان ملحا، حسب المختصين. وقد اتفق مهنيو الصحة في ولاية معسكر، على وصف مصلحة مرضى السرطان بمستشفى الدكتور يسعد خالد، والتي تعد الوحيدة عبر تراب الولاية، على أنها «لا يمكن لها أن توفر التكفل التام للعدد الهائل لمرضى مختلف أنواع السرطان الذي يزداد ارتفاعا من عام إلى آخر». وحسب المعلومات التي تحصلت عليها «المساء»، تشير إلى أن عدد المصابين بمختلف أنواع أمراض السرطان في ولاية معسكر يفوق الخمسة آلاف حالة، حيث أحصت مصالح مديرية الصحة والسكان بالولاية عام 2015، ما لا يقل عن 5026 حالة مرضية بالسرطان بمعدل سنوي، حسب تصريحات مدير الصحة، منها 310 حالات إصابة جديدة بالسرطان في كل عام، وهو العدد الذي يرفع إلى أكثر من 500 حالة جديدة لداء السرطان كل عام، حسب تصريحات مصادر استشفائية أخرى. تبقى الإصابة بسرطان البروستات والقصبات الهوائية (الرئة) والمثانة عند الرجال في ولاية معسكر، من أكثرها إصابة وفتكا، حيث تشير المعطيات إلى أنه من مجموع 2606 حالات إصابة بالسرطان لدى الرجال عام 2015، سجلت إصابة 497 حالة سرطان البروستات و450 حالة سرطان الأوعية الهوائية (الرئة) و225 حالة سرطان المثانة. أما عند النساء، فتحتل أنواع سرطان الثدي والمرارة وعنق الرحم من الأمراض الشائعة التي لا تزال في ارتفاع مستمر، رغم الحملات التحسيسية والوقائية المحتشمة التي يتم تنظيمها من مناسبة لأخرى. إذ تكشف الأرقام التي بحوزة «المساء» عن أن سرطان الثدي لا يزال يمزق الأمل لدى العديد من النساء في ولاية معسكر، حيث سجلت مصالح مديرية الصحة عام 2015 إصابة 995 امرأة بهذا النوع من السرطان، من مجموع حالات مختلف أنواع السرطان عند النساء والبالغ عددها 2420 حالة.يأتي في المرتبة الثانية، سرطان المرارة ب366 حالة، وبعده سرطان عنق الرحم ب281 حالة. أمام هذا العدد الهائل لمرضى السرطان الذي يزداد حدة من عام لآخر، لا يمكن لمصلحة مرضى السرطان بمستشفى معسكر التي لا تتوفر إلا على 12 سريرا أن تتكفل بمعنى الكلمة بالمرضى، حيث أنه رغم هذه النقائص العديدة، يبذل ممرضو وأطباء المصلحة جهودا لا ينكرها إلا جاحد. وكشف أحد الممرضين بالمصلحة لمراسل «المساء»، أنه يتم يوميا إجراء ما لا يقل عن 40 عملية معالجة بالأدوية الكيميائية رغم نقص الإمكانيات. فيما لم يخف أحد الأطباء الخواص معاناة المرضى، نتيجة تذبذب في التموين بالأدوية الكيميائية والتنقلات المتعبة لمرضى السرطان إلى الولايات المجاورة لإجراء الفحوصات والتحاليل الدموية اللازمة، مطالبا بضرورة توفير هيكل يخص المرضى، يتوفر على جميع ضروريات التكفل التام بالمرضى الذين أنهكهم العلاج الكيمياوي والمرض. في ولاية معسكر، العديد من الأصوات باتت ترتفع للمطالبة بإعادة بعث مشروع إنجاز مركز لمكافحة داء السرطان الذي تم تسجيله في عهد الوالي السابق، أولاد صالح زيتوني، الذي خصص مبلغ 5 ملايير سنتيم للدراسة قبل أن يتم إلغاؤه دون سابق إنذار، ليبقى مرضى السرطان وأهاليهم في رحلات البحث عن العلاج داخل الوطن وخارجه لمن استطاع إليه سبيلا.