أجل مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع لائحة أممية حول الصحراء الغربية كان مقررا أول أمس الخميس بسبب عدم توافق أعضائه على عدة نقاط تضمنها نص الوثيقة. ووفق مصادر دبلوماسية أممية فإن مجلس الأمن قرر تأجيل عملية التصويت إلى ساعات متأخرة من مساء أمس بهدف احتواء الخلافات الحادة التي شهدتها الجلسة الاولى خاصة فيما يتعلق بعبارة «الانسحاب الفوري للبوليزاريو» من الكركرات. وبينما أكدت روسيا بأن مشروع اللائحة الذي أعد نصها الولاياتالمتحدةالأمريكية غير متوازنة خاصة فيما يتعلق بمطالبة جبهة البوليزاريو بالانسحاب من منطقة الكركرات العازلة بين الصحراء الغربية وموريتانيا وغضها الطرف على السبب الرئيسي لتوتر الوضع بهذه المنطقة، اعتبرت الاورغواي بأنه لم يشر الى السياق الذي تسبب في الأزمة بهذه المنطقة التابعة لرقابة الأممالمتحدة. ويضغط نص الوثيقة على جبهة البوليزاريو من أجل الانسحاب من منطقة الكركرات دون أن يذكر الوقائع التي دفعت بالسلطات الصحراوية إلى اتخاذ هذا الإجراء وذلك بعد أن اجتاحت القوات العسكرية المغربية المنطقة بحجة تشييد طريق هناك. كما أن مشروع اللائحة اكتفى بالإشارة إلى التطورات الأخيرة التي تعرفها القضية الصحراوية دون التطرق الى أسباب الانسداد الذي يعرفه الملف منذ إنشاء بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية «مينورسو» بداية تسعينيات القرن الماضي. من جهة أخرى، يؤكد مشروع اللائحة التي من المفروض أن تتضمن دعوة لتمديد عهدة المينورسو لسنة أخرى على ضرورة احترام طرفي النزاع «الاتفاقات العسكرية الموقعة مع بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية المتعلقة بوقف إطلاق النار». يذكر أن الأمين العام الاممي انطونيو غوتريس كان قد أبلغ قبل أسبوعين أعضاء مجلس الأمن الدولي بنيته في إحياء محادثات السلام حول القضية الصحراوية من خلال «ديناميكية جديدة» واقتراح مخرج دبلوماسي جديد لاحتواء النزاع المستمر منذ اكر من أربعة عقود. من جهة أخرى، طالب النائبان الأوروبيان فلوران مارتشيليزي وجوديث سارجينتيني اللجنة الأوروبية بالنظر «العاجل» في قضية الباخرة «ألبيز» التي يحتمل أن تشكل انتهاكا للقانون الأوروبي والدولي بسبب الشحنة التي تنقلها والتي تكون قد عبئت دون موافقة الشعب الصحراوي. وأكد النائبان في الرسالة التي وجهاها لكل من رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فرديريكا موغريني والمحافظين الأوروبيين المكلفين بالتجارة والشؤون الاقتصادية سيسيليا مالمستروم وبيار موسكوفيتشي، أن الباخرة التي تحمل شحنة طبيعتها مجهولة قد غادرت ميناء العيون بالصحراء الغربية المحتلة يوم 23 أفريل الماضي وهي الآن تتوجه نحو ميناء دوردريخت بهولندا. إضافة إلى ذلك، عبر النائبان عن «قلقهما» إزاء خروج الشحنة من الصحراء الغربية حيث «من الممكن أن يشكل ذلك انتهاكا مباشرا للحكم الأخير الصادر عن محكمة العدل الأوروبية» التي خلصت يوم 21 ديسمبر الماضي إلى أن اتفاقات الشراكة والتحرير بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لا تنطبق على الصحراء الغربية.