طالب أطباء مختصون في أمراض وجراحة المسالك البولية وأمراض السرطان، بضرورة تبني سياسة جديدة من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، وإصدار قانون جديد، مثلما هو معمول به في الدول المتقدمة على غرار فرنسا، يحتم على الفاعلين في هذا القطاع من أجل التنسيق فيما بينهم لعلاج المريض المصاب بالسرطان أو ما يعرف بإحالة المريض على الاجتماع التشاوري متعدد الاختصاصات. أجمع الأطباء المختصون خلال فعاليات الملتقى الدولي المشترك حول أمراض وجراحة المسالك البولية، الذي احتضنه نزل الماريوت بقسنطينة أيام 27، 28 و29 أفريل المنصرم، بمشاركة أكثر من 400 طبيب ومختص جاءوا من الجزائر، تونس، فرنسا وتركيا، ومن تنظيم 3 مؤسسات علمية منها الوطنية والمحلية، لجراحة وأمراض المسالك البولية، أن تغير نمط الحياة والتحول في الأمراض الذي عرفه المجتمع في الجزائر، زيادة الوزن عند الأشخاص وتطور أجهزة الكشف، ساهم بشكل واضح في رفع عدد حالات سرطان الجهاز البولي خلال السنوات الأخيرة الماضية. وكشف البروفيسور عبد العزيز شيبان، من مصلحة جراحة الكلى بمستشفى مصطفى باشا في الجزائر العاصمة، أن سرطان البروستات والمثانة من أشهر السرطانات التي تصيب الجهاز البولي، معتبرا أن سرطان المثانة ظهر بشكل لافت وفاق حتى سرطان البروستات في عدد الحالات في الجزائر، بسبب الأعراض التي يظهرها وعلى رأسها تبول الدم، مما يجعل المريض يسارع إلى المصالح الطبيبة للكشف والتشخيص، وبذلك ترتفع منطقيا الأرقام المسجلة على عكس مرض سرطان البروستات الذي سجل حوالي 3000 حالة سنة 2014 والذي تكون أعراضه غالبا غير واضحة ويكتشف في حالة متقدمة من المرض. وأكد البروفيسور عبد العزيز شيبان أن سرطان البروستات يصيب غالبا الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم 65 سنة، مضيفا أن الكشف عن هذا المرض من المفروض أن يبدأ في سن ال50، إلا في الحالات التي لها سوابق وراثية في هذا المرض، حيث يتحتم على المعني إجراء الكشف في سن ال45 سنة، وقال رئيس مصلحة جراحة الكلى وأمراض المسالك البولية بمستشفى مصطفى باشا، أن الأولية في القيام بالتشخيص المبكر للسرطانات تتم وفق إستراتيجية واضحة، تعتمد أولا على الجانب المالي وتكلفة الكشف، ثم نسبة نجاح التدخل في بداية المرض، موضحا أن التدخل في سرطان البروستات يكون أقل تكلفة في المرحلة الأخيرة من المرض، على عكس سرطانات أخرى، مثل سرطان الثدي. من جهته، ركز البروفيسور بوزيد كمال، مختص في علاج السرطان بمركز بيار وماري كوري في الجزائر العاصمة، على أهمية المخطط الوطني لمحاربة مرض السرطان الذي تم وضعه بعد حوالي 15 سنة من التحضير، والذي يمتد بين عامي 2015 و2019، في انتظار المخطط 2020 إلى 2024، مضيفا أن اللقاح الذي تضعه الدولة ساهم في محاربة والقضاء على العديد من الأمراض، وعلى رأسها سرطان عنق الرحم. وقال أن سرطان الكلى كان في وقت سابق غير معروف، لكن بظهور أجهزة الكشف الإيكوغرافي، أصبح الكشف ممكنا في انتظار تطوير الجراحة خاصة فيما يتعلق بالأورام التي يقل طولها عن 7 سنتيمترات، والتي يتم استئصالها دون نزع الكلية بكاملها، مثلما هو الأمر بفرنسا، على عكس الجزائر، معتبرا أن زيادة معدل الحياة ساهم في تطور نسبة مرض سرطان الجهاز البولي. أما البروفيسور نويرة، من تونس، فقد تحدث على أهمية ودور المجتمع المدني في بلاده في التصدي ومحاربة مرض السرطان، خاصة من خلال الحملات التحسيسية والتوعوية، وقال بأن سرطان المثانة هو الأكثر انتشارا في تونس من بين السرطانات التي تصيب الجهاز البولي، مرجعا ذلك إلى التدخين. كما تطرقت البروفيسور ستيفاني بول من مستشفى باريسبفرنسا إلى أهمية العلاج الخارجي بالأشعة لمرض سرطان البروستات، وتحدثت عن المخطط الوطني الفرنسي لمحاربة السرطان وأهمية العلاج المتنقل للمرضى. من جهته البروفيسور عبد الرزاق دحدوح، المشرف الرئيسي على الملتقى، أكد أهمية مثل هذه اللقاءات في تبادل التجارب وتوحيد النظرة من أجل تسطير سياسة عمل مشتركة من طرف كل الفاعلين للحصول على نتائج أحسن، مضيفا أنه وخلال هذه الأيام الدراسية الدولية، وفي إطار سياسة التكوين المتواصل، تم تقديم العديد من المداخلات في محاور متنوعة، وعلى رأسها سرطانات الجهاز البولي والتناسلي، وشدد البروفيسور المختص في جراحة وأمراض المسلك البولية، على ضرورة الاقتناع بأن الصحة ليست بقطاع مستهلك وإنما هي قاطرة كل القطاعات وبتطورها تتطور كل القطاعات.