أحيت العديد من الولايات في القطر الجزائري الذكرى ال72 لأحداث 8ماي 1945 ومن بينها قالمةوجيجل والطارف، حيث عرفت تنظيم العديد من النشاطات المتعلقة بهذا الحدث الأليم. وفي هذا السياق، تتواصل فعاليات البرنامج الثقافي الخاص الذي سطره قطاع الثقافة بولاية قالمة تخليدا للذكرى 72 لمجازر 08 ماي 1945 إلى غاية يوم الجمعة المقبل من هذا الأسبوع، وانطلقت فعاليات الحدث يوم الأحد المنصرم بمعرض للصور التاريخية خاصة بالشهيد "حرشة حسان"، وكذا تنظيم معرض خاص بالكتب التاريخية وعرض مسرحي ملحمي بعنوان "أزقة الأبطال" من تقديم مسرح مثلث الحياة لكاتبه عبد الحليم رايس على مستوى دار الثقافة "عبد المجيد الشافعي" بمدينة قالمة. وعلى مستوى مؤسسة إعادة التربية بقالمة ومؤسسة الوقاية بالإخوة رحابي، بوادي الزناتي وببوشقوف، عرضت مديرية الثقافة بالولاية فيلم وثائقي حول مسيرة الشهيد سويداني بوجمعة. كما تحتضن قاعة "الانتصار" بقالمة إلى غاية نهاية البرنامج، عروضا لأفلام ثورية حول أبطال الثورة التحريرية المجيدة حول شهيد المقصلة أحمد زبانة، الشهيد العقيد لطفي، مصطفى بن بولعيد، كريم بلقاسم وعرض آخر لفيلم "البئر" لمخرجه لطفي بوشوشي. من جهتها، خصصت مديرية الثقافة لولاية جيجل، قافلة ثقافية بمناسبة أحداث مجازر 08 ماي 1945، أشرف والي الولاية على انطلاقها وهذا خلال إحياء الاحتفال الولائي للذكرى ببلدية "القنار نشفى". القافلة ضمت ما يقارب 25 طفلا من تلاميذ الابتدائيات على مستوى بلدية القنار، وبالضبط الثلاثة الأوائل من كل مدرسة ابتدائية، مرفوقين ب03 مؤطرين مختصين في التاريخ على مستوى المديرية. وفي هذا السياق، زار التلاميذ أماكن احتضنت أحداث 08 ماي 1945 ببلدية خراطة بولاية بجاية، كما اكتشفوا المتحف الخاص بالمجازر على مستوى المنطقة، حيث تلقوا شروحات حول هذه الأحداث الأليمة ومن بينها حياة أول شهيد لمجازر 08 ماي "بوزيد شعال" وغيرها من العتاد والوسائل والصور الموجودة بالمتحف. وتأتي المبادرة في إطار مساعي مصالح الثقافة بولاية جيجل إلى تقريب أبناء المنطقة من تاريخ الثورة الجزائرية بمختلف مناطق الوطن، وكذا تمرير رسالة حفظ التاريخ للأجيال لكي لا ينسوا مآثر الثورة الجزائرية. هذا وقد قامت مديرية الثقافة حسب مصادر "المساء" بتدعيم المكتبة البلدية لبلدية القنار خلال احتضانها لاحتفالات 08 ماي 1945 بما يقارب 100 عنوان في مختلف الاختصاصات لاسيما التاريخية منها من أجل تدعيم المطالعة بالمنطقة. كما قامت المكتبة الرئيسية للمطاعة العمومية بولاية الطارف التي تحمل اسم الشهيدة الفرنسية الأصل فرنسواز لويز، بعرض الشريط الوثائقي الذي يصور كفاح هذه الشخصية الفذة وهذا في 17دقيقة بمناسبة إحياء ذكرى مجازر 08 ماي 1945. مع العلم أن الفيلم أنتج من طرف نادي السمعي بصري للمكتبة بالتعاون مع جمعية البلاغ لولاية سطيف. كما عرف هذا اليوم تكريم مخرج هذا العمل الوثائقي شربال توفيق والمجاهد عبد الله بن ستيتة الذي كان شاهدا لتعذيب الشهيدة فرنسواز لويز بسجن القالة. ومن ثم تنفيذ الحكم بالإعدام عليها ورمي جثتها في البحر لتكون عبرة للفرنسيين الذين تأثروا وساندوا القضية الجزائرية. وقد تم عرض الفيلم الوثائقي بحضور أسرتها وعضو مكلف بالتنظيم بمنضمة المجاهدين لولاية الطارف، هذا الأخير الذي قدم شهادته في العمل المذكور. كما شهد هذا اليوم الاحتفالي، تنظيم ورشة رسم للأطفال ومعرض للكتاب التاريخي والثوري من الرصيد الوثائقي للمكتبة. بالمقابل، شكلّت مجازر الثامن ماي 1945 في الأدب الجزائري موضوع الندوة المنظمة أمس بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران، نشطها كل البروفسور صالح نقاوي من معهد اللغات الأجنبية والدكتوران عبد العزيز بن طرمول المختص في علم الاجتماع السياسي وعبد الرحمان الزاوي والدكتورة ليلي عبدلي من معهد الترجمة. وفي هذا الصدد، دعا الدكتور عبد الرحمان زاوي ضرورة ترجمة أرشيف التاريخ الثوري الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية أو اللغات الأجنبية الأخرى للعربية، من خلال التنسيق بين معهدي الترجمة والتاريخ بجامعة وهران، خاصة المحاكمات ضد المجاهدين الجزائريين التي أديرت باللغة الفرنسية وتحتاج للترجمة إلى اللغة العربية. وحسب الدكتور زاوي، فقد تناولت رواية نجمة للأديب كاتب ياسين مجازر الثامن ماي بعمق وهو ما اعتبره من الأدباء الجزائريين القلائل الذين نجحوا في نقل بحبكة معاناة الشهب الجزائري مقارنة بغيره من الأدباء الجزائريين الذين كتبوا عن الثورة الجزائرية باللغتين العربية والفرنسية على غرار محمد ديب ومولود معمري، آسيا جبار، وغيرهم مشيرا إلى أن هذه الأحداث لا تزال لم تأخذ حقها من البحث والدراسة سواء من الناحية الأكاديمية أو في الأدب الجزائري. من جهته، تحدث البروفسور صالح نقاوي بإسهاب عن الجانب التاريخي للمجازر، بداية لانطلاق الثورة التحريرية، معتبرا أنها محطة هامة ومنعرجا حاسما في تاريخ الجزائر الحديث، حيث شملت معظم أرجاء الجزائر. وقد عرج المتحدث على الظروف الداخلية وحتى الخارجية التي تبعت هذه المظاهرات ابتداء من الحرب العالمية الثانية التي كان لها وقعها وانعكاسها على خريطة العالم بما فيها الجزائر، مؤكدا أن رد الفعل الفرنسي لم يكن متساويا مع الأحداث التي خرج فيها شعب أعزل مسالم يشاركها احتفالها وينتظر منها الوفاء بوعدها. وأضاف في سياق مداخلته أن المعمرين الفرنسيين في مجازر الثامن ماي نكلوا بالجزائريين انتقاما، مضيفا أن معمرا قًتل فرد من عائلته في هذه الأحداث فكان رد فعله بقتل 127 جزائريا من شيوخ ونساء وأطفال على مرأى من البوليس الفرنسي، كما قضى المستعمر الفرنسي على أربعة أجيال كاملة منذ احتلاله للجزائر سنة 1830 . و. زرقين/ز. منى/ م. صدوقي/خ. نافع