وقّع الهلال الأحمر الجزائري مساء أمس، على اتفاقية شراكة وتعاون مع ممثلي جمعيات ومنظمات خيرية جزائرية تابعة ل6 نواحي بفرنسا، لتعزيز وتكريس ثقافة التضامن والتلاحم مع الفئات الهشة والمحرومة، وإبراز دور ومكانة الجالية الوطنية بالمهجر في العمل الخيري والإنساني. وأمضى على هذه الاتفاقية التي جرت فعالياتها بفندق «هيلتون» بالعاصمة، والمدرجة في إطار تقوية قدرات الهلال الأحمر لاستكمال نشاطه التضامني للرقي أكثر بثقافة التضامن، رئيسة هذه الهيئة السيدة سعيدة بن حبيلس، وممثلو الجمعيات الخيرية الناشطة بالتراب الفرنسي بحضور نشطاء ومتطوعين مغتربين أبوا إلا حضور هذا الحدث. وأكدت بن حبيلس، في تدخل لها بمناسبة التوقيع على هذه الاتفاقية التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ الهلال الأحمر، أن هذه الأخيرة تعكس ثمرة الجهود الجبارة للتواصل والتنسيق الكبيرين بين مختلف هياكل الاتحاد وممثلي الجالية الوطنية المقيمة بفرنسا عبر جمعياتها الخيرية الناشطة في المجال الانساني، موضحة أن هذا يعد فرصة هامة لتسليط الضوء على الرغبة القوية للجزائريين المغتربين في المشاركة في العمل الخيري من خلال إرسال المساعدات إلى مستحقيها داخل الوطن. وأضافت المتحدثة في السياق، أن هذه المبادرة التي استحسنها الحاضرون ستسمح بتقنين وتنظيم عملية إرسال المساعدات الإنسانية الضرورية والمتنوعة التي تمر عبر مؤسسة الهلال الأحمر، إلى جانب العمل على تذليل كافة العقبات التي كانت تعيق مثل هذه المبادرات خاصة فيما يتعلق بالجمركة على مستوى الموانئ والمطارات ومراكز العبور. وقالت بن حبيلس، في هذا الشأن إن : «الكثير من الجزائريين المغتربين يودون إرسال مساعدات خيرية متنوعة إلى الجزائر بشكل فردي، لكنهم يصطدمون بصعوبات وعراقيل كبيرة، فهذه الاتفاقية ستسمح بالحد من هذه العراقيل بالاحتكام للقوانين والنظم المعمول به من خلال هيئة الهلال الأحمر التي تؤطر هذه العمليات». ومن جهة أخرى، كشفت المتحدثة عن تنظيم زيارة لفائدة ممثلي هذه الجمعيات والمغتربين الراغبين في العمل الخيري نحو مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، لتمكينهم من الاطلاع عن كثب على المعاناة اليومية للعائلات الصحراوية مع نقص المساعدات الإنسانية ورصد النقائص التي يشكون منها خاصة مع قرب حلول شهر رمضان. وفيما يتعلق برمضان، أعلنت المسؤولة عن فتح مطاعم للإفطار لفائدة اللاجئين السوريين والأفارقة للتخفيف من معاناتهم طيلة أيام شهر الصيام، مذكّرة بأن هؤلاء يحتاجون لمرافقة خاصة، باعتبار أن الكثير منهم يرفضون البقاء في مراكز الإيواء المخصصة لهم. كما دعت في الأخير إلى ضرورة التجنّد أكثر لحماية اللحمة الوطنية من مختلف التحديات الأمنية التي تواجه الجزائر وحدودها، وتداعيات الأزمة الاقتصادية الحالية، معتبرة أن الوضع الراهن يتطلّب المزيد من التآزر والتضامن خدمة للإنسانية والشعوب المستضعفة. ومن جانبها عبّرت الجمعيات الموقّعة على الاتفاقية عن رضاها الكبير للمشاركة لأول مرة في التضامن مع الفئات الهشة والمحرومة في الجزائر، داعية إلى مزيد من هذه المبادرات التي تعكس بحق التجسيد الفعلي لسياسة التضامن التي يجسدها الهلال الأحمر والسلطات العمومية على حد سواء.