تتجه وضعية فريق مولودية وهران إلى مزيد من التعقيد، وتؤشر فعلا على صيف ساخن، وربما استنساخ موسم معاناة آخر، وذلك بعد شجارات اندلعت أول أمس بملعب الشهيد أحمد زبانة بين مجموعة من الأنصار، وبعض لاعبي مولودية وهران على خلفية مقاطعة هؤلاء التدريبات لليوم الثاني على التوالي، احتجاجا على عدم تلقي مستحقاتهم المالية. وكان الرئيس «بابا» حضر تلك التدريبات، وحاول إقناع لاعبيه، وثنيهم عن خطوتهم تلك، لكن بدون جدوى. كما ذهبت تحفيزاته بتسديد أجرة شهرية واحدة مقابل العودة بالزاد كاملا من أمام شبيبة الساورة، أدراج الرياح. وقد سبقت محاولات «بابا»هذه اتهامه أربعة لاعبين، وهم: هشام شريف، هريات، الحارس بلعربي وبلعباس بقيادة تمرد التعداد، وإضرابه عن التمرينات قبل أيام عن لقاء الجولة 28 ببشار. وعلّق أحد الأنصار العقلاء على حادثة أول أمس قائلا، إن ما حدث خطير للغاية، مبديا خشيته أن يتحول تسيير فريق بحجم مولودية وهران بعقلية الحي لا كما تقتضيه النصوص والقوانين المنظمة للنشاط الكروي الاحترافي في البلاد، داعيا الأنصار الحقيقيين إلى تنظيم صفوفهم، والبقاء بعيدين عن أطراف محسوبة عليهم من محيط النادي، حتى يوصلوا بطريقة حضارية ما سماها رسائل غضب الأنصار، إلى المكلفين بشؤون النادي، ومن يهمهم أمره من المناوئين. والظاهر أن هؤلاء المناوئين لايزال التخبط السمة الغالبة على تحركاتهم، وذلك على مقربة من انعقاد الجمعية العامة للمساهمين بعد غد الإثنين بفندق «روايال». ويبدو أن استجابة الرئيس «بابا» لمطلب معارضيه قد ورطت هؤلاء، وجعلتهم في وضع حرج؛ إذ لم يجدوا من حل سوى الغياب عن هذه الجمعية، حسبما تسرب من موقعهم، وبمبرر رفضهم تلقي الاستدعاءات بواسطة محضر قضائي، وهو مبرر واهٍ بنظر كثيرين، ويؤكد خسارة المعارضة لمعركتها مسبقا ضد «بابا». وكان عبد الحفيظ بلعباس أحد المساهمين والذراع اليمنى السابق ل «بابا»، أول من خرج، معلنا بأعلى صوته عن غيابه عن جمعية المساهمين، بحجة أنه لم يعد فاعلا في محيط المولودية الوهرانية منذ فترة، وبتأكيدات مراسلات سبق أن وجهها للسلطات المحلية، فقط – يضيف – يُنتظر فتح رأسمال الشركة ليبيع أسهمه، وينسحب نهائيا من محيط فريق الحمري. وفي كل الأحوال، يبقى رفض المساهمين حضور الجمعية العامة للمساهمين التي كانوا يطالبون بعقدها، أمرا غير مقبول عند الأنصار، ويدل على استهتار وعدم وعي من قبل هؤلاء المساهمين بمستقبل المولودية التي تتجه بسببهم نحو المجهول، بحسبهم.