العنف اللفظي عندنا ظاهرة مميزة يكاد ينفرد بها الجزائريون، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتجرؤ على الذات الإلهية، فكثيرا ما يبدأ الخصام في مختلف الاماكن العمومية بعبارة "مابه ربك" فسب الله والدين من أشنع المكفرات القولية التي تسمح للكثيرين مراهقين، شباب أو شيوخ بتحويل علاقتهم بالربّ إلى مجرد مشجب تعلق عليه نوبات الغيظ، وبالوقوف في موقع الندية تجاه خالقهم استظهارا "للرجولة"، وكأنهم ينتقمون لأنفسهم وينتصرون على خصمهم بهذه الندّية! ويضاف إلى هذا المنكر العظيم الكلمات النابية التي تخدش الحياء، والتعاليق الساخرة التي تصدر عن قلوب لاهية يستهويها إطلاق العنان للألسن لتلدغ المارة خاصة الفتيات، فهذه الظاهرة الملفتة صارت على ما يبدو عقيدة يدين بها العديد من الشبان، إذ لكل حركة تعليق ولكل هيئة قذائف كلامية خاصة! وبناء عليه لا أحد يمر دون أن يسلم من الانتقادات المستفزة لشبان تتحول أعينهم الى "أجهزة سكانير" تدقق في كل شيء اعتمادا على طقوس قراءة خاصة تستهدف اللباس، الشعر والجسد... كما تقدم أيضا نصائح خاصة لتعديل "لاطاي" (القد)!! .. فهي في مجملها سيناريوهات ساخرة وجارحة للمشاعر لا تلتقي اطلاقا مع القول المأثور "لسانك حصانك إن صنته صانك" .. عند هذا المقام نتوقف لأن ما خفي أسوأ!!