دعت جبهة البوليزاريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي المنظمات الدولية إلى السهر على ضمان الاحترام «الصارم» للقانون الدولي الإنساني فيما يخص المعتقلين السياسيين الصحراويين المتواجدين في مختلف السجون المغربية. وطالب امحمد خداد، المنسق الصحراوي مع بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية «مينورسو» بتمكين مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالقيام بزيارات دورية لهؤلاء المعتقلين وفقا لبنود ومواد الاتفاقية الرابعة لحقوق الإنسان. ويأتي طلب المسؤول الصحراوي بعد رسالة مماثلة بعث بها الرئيس إبراهيم غالي، مؤخرا إلى رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولي، ذكّره فيها بضرورة محاكمة المعتقلين السياسيين الصحراويين وسجنهم بالأراضي المحتلة وفقا لبنود نفس الاتفاقية. وأكد خداد المتواجد بالعاصمة الفرنسية باريس، على ضرورة «إجراء تحقيق محايد حول ممارسات التعذيب التي تعرض ويتعرض لها المعتقلون»، داعيا اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى «التدخل» لدى سلطات الاحتلال المغربية «لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات وكذا السهر على معاملتهم وفقا للقانون الدولي الإنساني. وتأسفت جبهة البوليزاريو التي تمت الموافقة على إعلان انضمامها إلى اتفاقيات جنيف سنة 2015، من قبل الحكومة السويسرية بصفتها الدولة المودعة للاتفاقيات، على الوضع المثير للانشغال الذي يعيشه المعتقلون السياسيون الصحراويون في مختلف السجون المغربية، لاسيما معتقلي «اكديم ايزيك»، مجددة عزمها على ضمان تنفيذ اتفاقيات جنيف في النزاع مع المغرب منذ غزوه أراضي الصحراء الغربية الذي أدانته الأممالمتحدة. وأشارت جبهة «البوليزاريو» إلى أن المادة الثانية في اتفاقيات جنيف الأربع حول حقوق الإنسان نصّت على أن الاتفاقية تطبّق على كافة حالات الاحتلال، مضيفا أن المدنيين المتواجدين بالأراضي الصحراوية المحتلة «لا يمكن حرمانهم بأي حال من الأحوال من الاستفادة من هذه الاتفاقيات، وأن المادة 4 من الاتفاقية الرابعة تحمي الأشخاص الذين يعيشون في أي وقت من الأوقات أو بأي شكل كان في حالة نزاع أو احتلال تحت سلطة طرف من النزاع أو قوة محتلة غير تابعين لها». وذكرت جبهة البوليزاريو في هذا الإطار أن «القوة المحتلة التي يمثلها المغرب ملزمة خلال فترة الاحتلال باحترام الأحكام المتعلقة بمنع عمليات الترحيل، وبمنع الإخضاع للتعذيب والممارسات المهينة داعية الى تحويل معتقلي «اكديم ايزيك» وغيرهم من المعتقلين الصحراويين إلى الأراضي الصحراوية». وفي نفس السياق دعا النائب الفرنسي جان بول لوكوك، المعروف عنه دعمه للقضية الصحراوية، السلطات الفرنسية إلى المساهمة في تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي ومراجعة سياستها إزاء النزاع القائم بين الصحراويين والمغرب. ودعا النائب الفرنسي بعد لقاء جمعه بممثل جبهة البوليزاريو بفرنسا بشير بوشراية، باريس إلى التخلي عن موقفها المنحاز والصارخ المؤيد للمغرب الذي يحتل الصحراء الغربية التي تعتبرها الأممالمتحدة إقليما غير مستقل ينتظر تصفية الاستعمار منه.