يشتكي سكان حي حمود لعروسي بالخرايسية (غرب العاصمة)، من مشكل التهميش واللامبالاة الذين يعاني منهما حيهم السكني، في ظل انعدام العمليات التنموية وقلّة مناصب الشغل وتفشي البطالة، وهو ما حال دون تحقيق أي تقدم تنموي يساهم الاستجابة ولو نسبيا لتطلعات وآمال سكان المنطقة، الذين يناشدون السلطات المحليّة التدخل قصد تدارك الوضع ورد الاعتبار لهذه البلدية ذات الطابع الزراعي بامتياز. وازدادت معاناة سكان الحي المذكور مع الروتين اليومي الذي يطبع حياتهم خاصة مع غياب المشاريع التنموية لفائدة القاطنين، لاسيما الشباب، ما جعل هؤلاء يتخبطون في شبح البطالة والفراغ القاتل، إذ أبرزوا في هذا الإطار، حجم معاناتهم الكبيرة أمام ما وصفوه بسياسة التجاهل والتهميش الذي طال هذه الجماعة المحلية، وحيّهم على وجه الخصوص. وأكد بعض السكان أن هذه الوضعية التي يتخبط فيها حيّهم تزداد تعقيدا مع مرور الوقت، لاسيما مع حالة الجمود التي تميّز غالبية المشاريع المبرمجة بالمنطقة، والتي يأتي في مقدمتها العمليات التنموية ذات الصلة المباشرة بحياة المواطنين كالشبكات الحيوية والمرافق الأخرى التي لا تقل أهمية، مطالبين بضرورة تدخّل الجهات المعنية لإعادة الأمل لأحياء البلدية التي لم تستفد من أي عملية تندرج في إطار التهيئة الحضرية وتحريك عجلة التنمية، علما أن العديد من المراسلات تم رفعها إلى المصالح المختصة على المستوى المحلي ولم يتغيّر شيء. وعُلم في هذا الشأن أن العديد المشاريع المتعلقة بالمرافق الضرورية متوقفة ببلدية الخرايسية، بسبب ضعف الميزانية السنوية والتكاليف المالية التي يتطلبها إنجاز هذا النوع من المشاريع، إلى جانب غياب العقار الملائم للبناء، حيث إن المنطقة يغلب عليها الطابع الفلاحي والزراعي، ما يستدعي ضرورة التوجه نحو تشجيع الاستثمار في هذا المجال الحيوي. وساهم هذا الجمود التنموي في توقّف حركة الاستثمار ببلدية الخرايسية، التي سجّلت برمجة العديد من المشاريع التي عرفت التجميد للأسباب المذكورة آنفا، إلى جانب نفور المستثمرين من الاستثمار بسبب اصطدامهم بعدة عراقيل إدارية وبيروقراطية، وهي الوضعية التي انعكست سلبا على قاطني المنطقة، الذين لم يجدوا سبيلا للخروج من هذا المأزق. وعلاوة عن الانشغالات المذكورة يصطدم سكان الحي المذكور بمشاكل أخرى عقّدت حياتهم، على غرار غياب التهيئة الحضرية ونقص مياه الشرب والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بدون سابق إنذار، في ظل حرارة الصيف المرتفعة، وهي انشغالات طالبوا بضرورة التكفل بها والعمل على حلّها في أقرب وقت ممكن.