أبت الشاعرة فوزية لارادي إلا أن توّقع ديوانها الأخير في الفاتح نوفمبر نظرا لما لهذا اليوم من قيمة تاريخية عظيمة، وفي هذا الصدد، إلتقت «المساء» بها على هامش هذا التقليد الحميد الذي انتهجته العديد من دور النشر، فكانت هذه الدردشة: ❊❊أخيرا عرف «خيط الروح» النور بعد أن تأجل صدوره مرارا، أليس كذلك؟ نعم ديوان «خيط الروح» هو ابني الجديد الذي تأخر قدومه كثيرا، خاصة أنني تحدثت عن فرصة إنجابه في الكثير من المرات، فصدر قبله النص المسرحي «سطح ونجوم وحروف ساهرة» الذي قُدم في عرض سنة 2007 ومن ثم وضعته في كتاب حتى يبقى للأجيال المقبلة، يليه «خطوات خاطئة» وهو ديوان شعري باللغة الفرنسية، ليحل أخيرا «خيط الروح» عن منشورات الفيروز للإنتاج الثقافي. وقد اخترت الفاتح من نوفمبر لكي أقدمه في عملية البيع بالإهداء. تيّمنا بهذا اليوم العظيم وتأملا أن تكون السنوات المقبلة أجمل. ❊❊ هل لك أن تقدمي المزيد من التفاصيل حول هذا المولود القديم الجديد؟ يضم ديوان «خيط الروح»، 25 قصيدة، وهو من الحجم الصغير (13-21)، وضعت على غلافه، خريطة الجزائر، لأن بلدي دائم الوجود في قلبي، ووضعت على هذه الخريطة خيط الروح الذي تبقى رمزيته الثقافية والمادية حاضرة، لأننا حينما نقول خيط الروح، نقصد الذهب. كما أننا تعوّدنا على أن نحطه على الجبين، وبالنسبة لي، الجزائر هي الموضوعة على الجبين، كما أنه يمثل الخيط الرابط بين الناس والعالم والوطن والله وخلقه. ❊❊ لمن أهديت هذا الإصدار الجديد؟ أهديته لكل مثقف وشاعر، وهو ما ظهر جليا في القصيدة التي أطلقت عليها اسم الديوان، حيث أتحدث فيها عن الشعراء وعن كل مثقف وكل مبدع الذي من المفروض أنه القائد في كل زمن، فمن المفروض أن المثقف هو الذي يغيّر من الأوضاع وليس أن يرضخ لأمور حياتية، لهذا قلت في الإهداء: «إليكم جميعا أهدي هذا الخيط». ❊❊لماذا اخترت الشعر الشعبي لديوانك الجديد؟ لقد كتبت بالفصيح وباللغة الفرنسية، ولكن حينما تفكر وتتألم تجد نفسك تكتب باللغة الأم، كما أن الشعر العربي يمس كل الطبقات والشاعر حينما يلقى قصائده، يتوجه إلى كل شرائح المجتمع.