كشف مدير الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء «كناس» وكالة ولاية الجزائر، الطيب بونجار، عن فتح مركز للتكفّل بأطفال التوحد يعد الوحيد من نوعه على المستوى الوطني وذلك في إطار السياسة الجديدة التي يتبنّاها الصندوق لضمان تكفّل نفسي واجتماعي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وأوضح السيد بونجار، أن المركز الذي فتح شهر سبتمبر الفارط، والكائن بقلب العاصمة بنهج ديدوش مراد استقبل إلى حد الآن 245 طفلا يعانون التوحد وهم يستفيدون حاليا من برنامج خاص بتأطير كفاءات تم تكوينهم للغرض، علما أن الهدف المسطر هو فتح مراكز مماثلة من قبل وكالات الكناس عبر الوطن. وأكد بونجار، أن السياسة الجديدة التي شرعت في اعتمادها وكالة «كناس» للعاصمة تهدف إلى توسيع الآليات والخدمات الموجهة لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتمكين أكبر عدد ممكن من المعنيين من الاستفادة وذلك في إطار المهام المنوطة بالصندوق والمحددة قانونا. مذكّرا في السياق أن مهمة الصندوق لا تنحصر في الأداءات وتحصيل الاشتراكات وتوفير الخدمات المعروفة كتعويض الأدوية والعطل المرضية بل تتعدى ذلك بكثير. ويعمل الصندوق حسب مديره على توفير تدابير وتسهيلات تهدف إلى التكفّل الأنجع بفئة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بتبنّيه شعار «ذوي الاحتياجات الخاصة في صميم انشغالات الصندوق»، وذلك عبر اعتماد استراتيجية هادفة في مجال تحسين ظروف التكفّل بالمؤمّنين اجتماعيا لاسيما فئة المعاقين، وكذا تخفيف الإجراءات وعصرنة تسيير الأداءات المقدمة لهم للحد من تنقلهم غير المجدي إلى هياكل الصندوق، فضلا عن توفير مراكز ذات طابع صحي واجتماعي لهذه الفئة وهي مركز الطفولة المسعفة وإعادة التأهيل النفسي الأرطوفوني التي أنشأ ثلاثة منها بالعاصمة، الأول ببلدية القبة والثاني بشارع موريس أودان، أما الثالث بشارع ديدوش مراد وهو متخصص في التكفّل النّفسي والأرطوفوني للأطفال. مدير الصندوق كشف أيضا أن المراكز الثلاثة سالفة الذكر إلى غاية نهاية نوفمبر 2017، تكفّلت بحوالي 570 طفلا في كل الأمراض، 254 طفل مصابين بمرض التوحد على مستوى مركز ديدوش مراد، وبلغ عدد الحصص الطبية ثلاث حصص في الأسبوع، علما أن عدد الحصص التي تمت على مستوى المراكز الثلاثة من شهر سبتمبر إلى نوفمبر 2017 بلغت 798 حصة بمركز ديدوش وأكثر من 1400 حصة بمركز القبة و1377 حصة بشارع أنري جونيور بأودان، بتأطير بطاقم طبي يقدر ب14 مختص علاوة عن الطاقم الإداري. كما بادرت وكالة كناس لولاية الجزائر بإقرار إجبارية إدماج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من أطفال «التريزوميا» والتوحد وغيرهم في رياض الأطفال التابعين لصندوق التأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء المقدر عددها حاليا بالعاصمة بثلاثة رياض توجد بكل من باب الزوار وبالعناصر، كاشفا عن إطلاق خدمة المساعدة الاجتماعية وهي خدمة عمومية بامتياز الهدف منها مرافقة المؤمّن لهم اجتماعيا وذوي حقوقهم لاسيما الفئة الهشة منهم غير القادرة على التنقل دون مساعدة بالتكفّل بهم في منازلهم ومرافقتهم وكذا الإصغاء لانشغالاتهم من طرف المختصة الاجتماعية. من جهتها أكدت رئيسة الجمعية الوطنية لاضطرابات التوحد الأستاذة والي ليلى، بأهمية التنسيق والعمل المشترك بين الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء وجمعيتها وباقي الفاعلين في المجتمع المدني، مشيرة إلى التجاوب الكبير والإرادة الكبيرة لمسؤولي صندوق «كناس» في العمل من أجل التكفّل الأحسن بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم أطفال التوحد وذلك من خلال ما وفرته من إمكانيات مادية وبشرية لذلك. وأثمرت هذه الجهود تضيف السيدة والي تمكين تمدرس عدد لا بأس به من أطفال التوحد في المدارس العادية مؤكدة أن لأطفال التوحد الحق في التمدرس مثلهم مثل جميع الأطفال الجزائريين وهو حق مكرس دستوريا، ودعت الأولياء إلى عدم الرضوخ أمام العراقيل وانتزاع ذلك الحق الذي أقرته الدولة والذي لا يلتزم به العديد من مسؤولي المؤسسات التعليمية برفض تسجيلهم وقبول مرافقيهم في الأقسام. ❊ حسينة.ب