توّج الفيلم القصير «هيومن» للمخرج الجزائري، عصام تعشيت خلال الطبعة الثامنة لمهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب المنظم من 8 إلى 11 فيفري الجاري تحت شعار «السينما والرياضة» بمشاركة بلجيكا كضيف شرف. كما فاز المغرب بأربع جوائز، منها جائزة التحكيم لفيلم «ماسمينيش شمكار» للمخرج مهند العلمي، وجائزة مكناس للإبداع لفيلم «مصاصة» للمخرج إسماعيل الشنا وجائزة أحسن سيناريو عن فيلم «الحرايمية» للمخرج عبد الصمد آيت بوقباين، فيما عادت جائزة الإخراج لفيلم «شيم» للمخرج ميشيل أسمة من لبنان وجوائز أخرى تقديرية للسادة نور الدين بنكيران عن دوره المميز في فيلم «الهايم» والمخرج وسيم قشلان من المغرب عن فيلمه «لا أحب السكر». وقد نافس «هيومن» عديد الأفلام الممثلة لدول عربية مختلفة شاركت في هذا المهرجان السينمائي المنظم بشراكة مع الجماعة الحضرية والمركز السينمائي المغربي، منها مجموعة أفلام من السعودية والعراق وتونس ومصر والجزائر وبلجيكا وسوريا، إضافة إلى أفلام مغربية. تضمن برنامج المهرجان، إلى جانب عرض الأفلام المشاركة، برمجة ندوة دولية حول موضوع «السينما والرياضة»، وكذا «ماستر كلاص» وورشات في كتابة السيناريو، إضافة إلى تخصيص فقرات للمجتمع المحلي والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وتكريم وجوه سينمائية معروفة أغنت مجال الفن السابع في المغرب. يعتبر «تعشيت» من أبرز المخرجين السينمائيين بولاية باتنة، وحصل على جوائز عديدة، كما تم تكريمه في مهرجانات عربية ودولية. ونال «هيومن» 12 جائزة منها تسع جوائز دولية، فقد توج بالجائزة الثانية في الطبعة الخامسة للمهرجان الدولي لسينما الأطفال، التي جرت فعالياتها من 26 إلى 29 أفريل الماضي بالدار البيضاء (المغرب). كما حصل على التتويج في المهرجان الوطني لسينما الموقار بتندوف (من 10 إلى 13 ماي الفارط)، وظفر أيضا بجائزة أحسن فيلم قصير لفئة البانوراما، خلال المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران نهاية شهر جويلية المنصرم، كما توّج منتصف شهر سبتمبر المنصرم بجائزة أحسن فيلم قصير في مهرجان أوبورن الدولي لسينما الأطفال بسيدني الأسترالية. إلى جانب ذلك، حاز عديد الجوائز، من بينها الجائزة الأولى لمهرجان توات سينما بأدرار سنة 2015 وجائزة أحسن فيلم قصير في المهرجان الوطني للفيلم القصير الجامعي بباتنة سنة 2014 والجائزة الثانية لمسابقة أهراس الوطنية للفيلم الروائي والوثائقي القصير سنة 2015 وغيرها. يروي فيلم «هيومن» قصة طفل يعاني من متلازمة داون وجد صعوبة في الاندماج مع بقية الأطفال الطبيعيين، لكنه يواجه رفضا من طرف طفل ينعته ب»مونغول»، ويكتشف حينها أنه لا يوجد شبه بينه وبين الأطفال الآخرين، وأنه غير مرحّب به، وهنا يتخيّل الطفل نفسه في عوالم متعددة، فمرة يرى نفسه في قاعة السينما يشاهد رفقة صديقة له فيلم عن «التريزوميك» ومرة بالمسرح برداء البهلوان، وتارة في الجبل كأنه نجم قدم من هوليوود، إلى أن يستفيق من حلمه ليجد نفسه مجددا في الملعب، حيث يتعرض إلى الطرد، إلا أن الأمر اختلف في هذه المرة، بعدما اعتذر له الطفل الذي ظلمه عن تصرفه غير اللائق وأهانه ليسمح له بعد ذلك باللعب مع «الأسوياء». في تصريح ل»المساء»، شدّد تعشيت على أهمية هذه التظاهرة التي تشكل مستقبل السينما من خلال المبدعين الشباب، كمجال فني في تطور متصاعد، مشيرا إلى أن العمل السينمائي يجب إبرازه على مستويي الصورة والصوت. وأضاف أن فئة «التريزوميا» شريحة من المجتمع تتطلب الرعاية الخاصة والبحث في آليات إدماجها بالمجتمع وتثمين دورها في المجتمع بعدما أثبتت قدراتها في عديد المجالات الرياضية والثقافية وأن هذا التتويج يشكل في مضامينه حسبما أوضحه ل»المساء» رسالة إنسانية تمثل محفزا آخر لأولياء فذه الشريحة لمرافقة أبنائهم وتشجيعهم على اقتحام عالم السينما. من جهة أخرى، دعا المشاركون في فعاليات الطبعة الثامنة لمهرجان مكناس الدولي لسينما الشباب، إلى ضرورة التأكد من جودة الشريط قبل اقتراحه للمشاركة في أي مهرجان، مع الحرص على جودة التقنيات لجلب المشاهد، كما أكدوا في البيان الختامي على ضرورة الالتزام بورشات تكوينية فنية في مجالات الإخراج وكتابة السيناريوهات وكافة تقنيات العمل السينمائي مع دعوة المخرجين إلى الاهتمام بالأعمال ذات الطابع الاجتماعي.