أكدت نائبة رئيس صندوق الاستثمار للتنمية بمملكة الدانمارك ليزبث ايرلاندس، أمس، أن السياسة الخارجية لبلادها تولي أهمية كبيرة لتوسيع علاقات التعاون مع الجزائر باعتبارها بلدا محوريا في المنطقة، فضلا عن أنها تتمتع بالأمن والاستقرار رغم أنها تقع في منطقة تعيش الاضطرابات على مستوى بعض دول الجوار. كما أوضحت في حوار مع «المساء» أن هذه العوامل و المؤهلات الاقتصادية التي تتمتع بها بلادنا تجذب المستثمرين الدانماركيين الذي يتطلعون إلى توسيع نشاطاتهم الإنتاجية في الجزائر. ❊ المساء: ما هو تقييمك لعلاقات التعاون الاقتصادي بين الجزائر والدنمارك؟ ❊❊ايرلاندس: بين الجزائر و الدانمارك علاقات عريقة جدا ولها جذور تاريخية تعود إلى 250 عاما، وهو ما تعكسه العلاقات الدبلوماسية القائمة إلى غاية اليوم، غير أنها تبقى لا ترقى إلى الطموحات الاقتصادية المنشودة على الرغم من وجود مؤهلات كبيرة بين الجانبين، فمثلما تتمتع السوق الجزائرية بإمكانيات وفرص اقتصادية نوعية يمكن للدانمارك أن يسهم من جانبه في مرافقة هذه السيرورة وفق مبدأ رابح رابح. رؤية الدانمارك في إرساء استثمارات في الجزائر لها بعد نفعي للجانبين إذ يتمثل في إشراك المؤسسات الدانماركية في عمليات الإنتاج وخلق مناصب الشغل، بالارتكاز على نقل المعرفة وتحويل التكنولوجيا. الإصلاحات والرؤية الاقتصادية للجزائر تشجع مستثمرينا على المجيء و تقديم خبراتهم المعترف بها عالميا، والمؤكد أن منتدى رجال الأعمال يمثل مناسبة سانحة لكلا الطرفين من أجل تبادل وجهات النّظر في العديد من المناسبات. ❊ المساء: ما هي القطاعات التي تحظى بالأولوية في السياسة الاستثمارية للدانمارك؟ ❊❊ ايرلاندس: بخلاف الشركاء الآخرين للجزائر نتواجد بقوة في مجال الاستثمارات خارج المحروقات، ويظهر ذلك في الميدان الصيدلاني من خلال مخابر «نوفو نورديسك» في إطار الشراكة مع مجمع «صيدال»، وهي شراكة تحمل قيمة مضافة عالية من حيث التحويل التكنولوجي و الكفاءة المميزة لهذه المؤسسة التي تعد رائدا عالميا في مجال معالجة داء السكري. فضلا عن قطاعات الصناعة الغذائية والفلاحة والصحة. غير أن ذلك لا يعني أننا لا نهتم بقطاع الطاقة، إذ نجد حضور الشركة البترولية «مارسك أويل» في المجال النفطي والغازي منذ عدة سنوات وخصوصا في حقول بركين. ❊ المساء: هل تواجه الشركات الدانماركية صعوبات للاستثمار في الجزائر؟ ❊❊ ايرلاندس: لدينا تحديات كبيرة يتوجب رفعها، كما أن مهمة الشركات الدانماركية هو استكشاف الفرص التي تتوفر عليها السوق الجزائرية قبل الحكم على أي شيء لابد من دراسة الأمور بروية و تبادل وجهات النظر حول مختلف المواضيع، إن كنت تقصدين بالصعوبات المنفرة للمستثمرين الدانماركيين أقول عكس ذلك، وإن هذا اللقاء لشاهد على إرادة مؤسساتنا لتكريس مكانتها في الجزائر، في حين أن أخرى تتطلع لتوسيع استثماراتها وتبقى أخرى تترقب الفرص السانحة لأخذ حظها. ويكفي أن نذكر أيضا حضور 30 مؤسسة اقتصادية في المنتدى. ❊ المساء: إعادة فتح سفارة مملكة الدانمارك من شأنها أن تسهل التعريف أكثر بفرص الاستثمار في الجزائر، هل تم الأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة؟ ❊❊ ايرلاندس: من المؤكد أن ذلك سيعزز أكثر التعاون الاقتصادي بين البلدين، لقد تم تخصيص مصلحة تجارية داخل السفارة لهذا الغرض من خلال تقديم شروحات أوفى لمستثمري البلدين لتعزيز تعاونهما وتبادل المعلومات حول الفرص المتاحة. ❊ المساء: القاعدة 51 /49 أثارث تحفّظات بعض الشركاء ما هي وجهة نظركم بخصوصها؟ ❊❊ ايرلاندس: اعتقد أنه كلما كانت الأمور شفّافة وواضحة كلما ساهمت أكثر في إزاحة سوء الفهم، بالنسبة لبعض المستثمرين الدانماركيين تبقى الجزائر غير معروفة من الناحية الاقتصادية إلا أن الأمن والاستقرار الذي تتمتع به بخلاف بعض دول الجوار يحفزهم أكثر على الاستثمار فيها، لأن الأمن يعد الضامن الوحيد والمشجع لجلب المستثمرين، وأنا لا أتحدث هنا عن الشركات العريقة التي نجحت في إقامة علاقات تعاون كما هو الشأن في مجال الصيدلة والطاقة، بل الشركات الجديدة التي تطمح للاستثمار في مجالات جديدة.