كشف نادي "أغورا" لمسيري المؤسسات الجزائرية والفرنسية، أمس، أنه سيتقدم بطلب رسمي إلى وزارة الخارجية الفرنسية "كيدورسي" خلال الأيام القليلة القادمة لحثها على سحب اسم الجزائر من خارطة الخطر الأمني التي تحذر رعاياها من السفر إليها وذلك بغرض ترقية السياحة وتمكين السواح الفرنسيين والأوروبيين من زيارة الصحراء ومختلف المواقع السياحية بالجزائر، مؤكدا في هذا الإطار بأن الجزائر استرجعت استقرارها وأمنها ولا يمكن تصنيفها ضمن قائمة الدول غير المستقرة كليبيا وموريتانيا وغيرها من دول الجوار التي تعيش أزمات أمنية. وأعلن رئيس نادي "أغورا" السيد كريم زريبي خلال ندوة صحفية عقدها النادي، أمس، على هامش الزيارة الأولى التي قام بها للجزائر منذ تأسيسه، أن النادي سيطلب لقاء رسميا مع وزارة الخارجية الفرنسية لمطالبتها باعادة النظر في خارطة الخطر الأمني التي تصنف الجزائر وخاصة جنوبها ضمن المناطق الخطيرة التي يوصى بعدم زيارتها، مشيرا إلى أن النادي الذي قام بزيارة عمل إلى الجزائر دامت يومين التقى سفير فرنسابالجزائر وإطارات في السفارة وطرح عليهم هذا الاقتراح، حيث لمس اهتماما بالموضوع وقناعة أن الجزائر تنعم بالأمن والاستقرار على عكس باقي البلدان المصنفة في هذه القائمة. وأضاف المتحدث أن الهدف من هذا المسعى هو ترقية الوجهة السياحية الجزائرية وتشجيع السواح الأوروبيين على زيارتها، موضحا أن الجزائر تزخر بعدة مواقع سياحية وتاريخية خاصة بالجنوب الجزائري الذي يعشقه السواح الأجانب. وأشار نادي "أغورا" الذي يسعى لترقية العلاقات الاقتصادية بين الجزائروفرنسا في المجالات الواعدة التي يمكن الاعتماد عليها لتنويع الاقتصاد الوطني، وفي مقدمتها السياحة، أنه في حال رفض السلطات الفرنسية سحب الجزائر من قائمة الدول التي تشكل خطرا أمنيا على الرعايا الفرنسيين، سيلجأ إلى الضغط بالاستعانة بالفنانين والشخصيات المعروفة للترويج للوجهة الجزائرية وإقناع الأجانب بحالة الاستقرار التي تنعم بها. كما ذكر النادي الذي يضم عدة رؤساء مؤسسات فرنسية من أصول جزائرية بأنه التقى أول أمس وزير السياحة حسن مرموري وتبادل معه الرؤى حول هذا الموضوع، حيث تم تأكيد استعداد العديد من أعضاء النادي للاستثمار في المجال السياحي بالجزائر لاسيما من خلال إقامة فنادق سياحية، منها فندقا بأربع نجوم تحصلت صاحبته على موافقة السلطات الجزائرية لانجازه بولاية تيبازة. قاعدة 51/49 لا تعيق المؤسسات الفرنسية وأكد ممثلو نادي "أغورا" أن قاعدة الاستثمار 51/49 المعتمدة في الجزائر، لا تزعج أعضاءه ولا تشكل عائقا أمامهم للاستثمار بالجزائر، معبرا عن استغرابه للضجة التي أثارتها بعض الأطراف حول هذه القاعدة المعمول بها في عدة دول متطورة بما فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث دعا السيد زريبي في هذا الإطار إلى ضرورة احترام سيادة الجزائر وإستراتجيتها في الحفاظ على اقتصادها من خلال قوانينها. وكشف المتحدث في سياق متصل عن لقاء جمع وفد "أغورا" المشكل من 20 مسيرا لمؤسسات فرنسية معظمهم من أصول جزائرية بإطارات من وزارة التجارة، حيث تم الاتفاق على تنظيم لقاءات مهنية مستقبلا بإحضار وفود فرنسية من مؤسسات تنشط في مجالات الرقمنة، الصناعة، الصحة، والتكوين. كما عبر النادي عن اهتمامه بإقامة شراكة مع المؤسسات الجزائرية في المجال الفلاحي وتشجيع المؤسسات الجزائرية على تصدير المنتوجات الفلاحية إلى فرنسا والى أوروبا عامة، "كونها منتوجات معروفة بذوقها الطبيعي "ولكنها غير مستغلة بالشكل المطلوب بالرغم من وجود مساحات فلاحية شاسعة". وعبر أعضاء النادي عن اهتمام العديد من المؤسسات الفرنسية بالسوق الجزائرية التي تراجعت فيها حصصها من 16 بالمائة إلى 9 بالمائة في السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن الاستثمارات الفرنسية بالجزائر عبارة عن استثمارات دائمة أو طويلة المدى وليست مجرد أسواق، حيث قدروا مخزون الاستثمارات الفرنسية بالجزائر ب2,5 مليار أورو.