انطلقت الطبعة الثالثة لمهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة، أول أمس، بمشاركة 17 دولة وتنافس 20 فيلما بين وثائقي وروائي، وبلجيكا ضيف شرف، لكنها تميزت بغياب شبه كلي لنجوم السينما واقتصرت على الوجوه الفنية المحلية، على غرار كمال رويني وعبد الحق بن معروف وآخرين، فيما بقي البساط الأحمر يستغيث بدون حضور نجوم عالميين، على غرار بعض المخرجين القادمين من بلجيكا والفنان التونسي ضيف الشرف رضا باهي. تفاجأ جمهور عنابة بهذا التهميش الذي طال مهرجانا كانت له سمعة عالمية خلال الثمانينات مع مؤسسه عمار شطايبي، إلا أنّ بعد إحيائه لم يكن بالمستوى المأمول؛ إذ توحي الطبعات الثلاث بقرب أفول إشعاعه وموته مبكرا. أشرف على مراسم افتتاح هذه الطبعة الجديدة الأمين العام لوزارة الثقافة السيد إسماعيل أولبصير، الذي أوضح أن "تجديد الموعد مع مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي يمثل تكريسا للإبداع الفني، وتجسيدا لسياسة ترمي إلى غرس الفعل الثقافي وجعله منبر إشعاع"، مشيرا إلى أن "دعم مثل هذه المواعيد الثقافية والفنية يترجم الجهود المبذولة لجعل مثل هذه المواعيد فرصا للترويج للسينما الجزائرية، وإبراز القدرات الفنية الشابة وتشجيع الصناعة السينمائية". وأضاف أن "المواعيد الفنية الهامة كمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ومهرجاني الفيلم العربي بوهران والفيلم الدولي بالجزائر، كفيلة بإنعاش الحياة الثقافية"، مؤكدا على أهمية إسهامات الفاعلين المحليين من هيئات ومتعاملين اقتصاديين ومجتمع مدني للمحافظة على مثل هذه التظاهرات. وشهدت السهرة الافتتاحية لهذا المهرجان عرض فيلم يمثل دولة بلجيكا ضيف شرف هذه الدورة بعنوان "عائلة سورية" للمخرج فيليب فان ليو. ويتناول الفيلم الذي يعد ثمرة إنتاج مشترك بلجيكي - فرنسي لبناني خلال سنة 2017، معاناة عائلة سورية إبان الأزمة التي عصفت ببلادها. ويسلط هذا الفيلم على مدار 85 دقيقة، الضوء على معاناة هذه العائلة لمدة يوم واحد ظلت خلاله ملازمة لبيتها خوفا من لهيب الحرب. ويتناول المخرج في هذا الفيلم الذي تم تصوير مشاهده ببيروت وأدت الدور الرئيس فيه الممثلة الفلسطينية "هيام عباس"، يتناول القضية السورية من منظور اجتماعي وإنساني، تم التركيز فيه على معاناة السوريين من حرب امتدت عبر الشوارع وبلغت البيوت. ❊سميرة عوام