صادق أعضاء الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم أمس، بالأغلبية على التقريرين المالي والأدبي للرئيس خير الدين زطشي، خلال أشغال الجمعية العادية التي عرفها مركز التحضير بسيدي موسى، التي حضرها 92 عضوا من بين 112 المكونين لها، مع الحضور المميز للرئيس السابق للفاف محمد روراوة.وجرت هذه الجمعية في أحسن الظروف وفي هدوء تام، عكس ما كان يسوق لها من قبل، على أنها ستكون جمعية غير عادية، خاصة وأن الحديث كان كبيرا حول إمكانية عدم المصادقة على تقريري رئيس الاتحادية خير الدين زطشي.. التقريران اللذان عرفا بعض النقاش من قبل أعضاء الجمعية العامة، لاسيما من الجانب المالي. فتح رئيس الفاف المجال لكل من أراد الحديث في أجواء قال عنها بأنها كانت «ديمقراطية» حيث عبّر كل من أخذ الكلمة عما كان يريد الحديث عنه بشأن التقريرين المالي والأدبي، إلى جانب بعض الملاحظات المتعلقة بالتسيير العام للاتحادية، منذ عام من تولي المكتب الجديد تسييرها. وحسبما أكد عليه عضو المكتب الفيدرالي، عمار بهلول، فإن الجمعية العامة كانت فرصة للجمع بين كل الأطراف، ومنه حضور روراوة الذي صنع «السوسبانس» قبل هذه الجمعية، حول إمكانية مشاركته من عدمها، إلا أنه أبى إلا أن يحضر ويقدم ملاحظاته للرئيس زطشي علانية. استهلت أشغال الجمعية العامة العادية للفاف، التي كانت فعلا «عادية»، عكس ما كان يروج البعض من قبل، بأنها ستكون ساخنة، مثلما جرت عليه العادة بتكريم بعض الوجوه الكروية المعروفة، حيث قدمت هدايا للاعب الدولي السابق لحسن لالماس، الذي لم يتمكن من الحضور وناب عنه رابح سعدان المدير الفني الوطني، إضافة إلى تكريم خصت به الفاف الجيش الوطني الشعبي، تسلمه ممثل وزارة الدفاع الوطني المقدم ديلمي، إلى جانب تكريم شهيد الثورة التحريرية واللاعب السابق لفريق جبهة التحرير الوطني، عمار لواي، الذي تسلمه محمد معوش زميله السابق في نفس الفريق، ورئيس جمعية لاعبي جبهة التحرير الوطني. كما تم تكريم الكرة النسوية، من خلال اللاعبة المتألقة صبرينة دلهوم. خير الدين زطشي: أجبنا على أعداء كرة القدم الجزائرية ولم أكن خائفا من هذه الجمعية أكد رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي أنه لم يكن متخوفا من الجمعية العامة، لأن الهدف هو «العمل بكل جدية من أجل رفع مستوى كرة القدم في الجزائر، اليوم كانت هناك روح المسؤولية عند الأعضاء الذين وضعوا فينا الثقة. أتمنى أن نكون قد أجبنا على أعداء كرة القدم الجزائرية وأعداء الجزائر، الذين لن يفوزوا أبدا علينا، والذين خلقوا الفتنة بين أعضاء الجمعية العامة». أما بخصوص حضور روراوة، فقال إن ذلك «يدل على روح مسؤولية الرجل والفضاء الديمقراطي الذي جرت فيه الأشغال. مرة أخرى نحن نفتح أيدينا لكل من يسعى لمساعدتنا في الاتحادية، نعمل ونتمنى أن نتعلم من أخطائنا». وأضاف زطشي «أريح الشعب الجزائري بأن الفاف في أحسن ما يرام من الجانب المالي، لما جئنا إلى الاتحادية وجدنا 650 مليار سنتيم، وأضفنا لحد الآن 125 مليارا، وإلى غاية 31 /12 /2017، خزينة الفاف يتواجد فيها 730 مليار، وأظن أنها ليست قيمة مالية صغيرة». مشيرا إلى أن تطوير كرة القدم يتطلب كفاءات تعمل، ولهذا لابد من أن تدفع لها الأجور، والمصاريف تحسب على حسب النشاط في الاتحادية. وقال رئيس الفاف:«لقد عشنا حملة ضرب الاستقرار وأعضاء الجمعية العامة أعطوا اليوم درسا، وأكشف لكم أننا سننصب لجنة الأخلاقيات التي ستتابع كل من تخوّل له نفسه القذف أوالشتم، وأنه ستوصله إلى المحاكم». وفيما يخص قرار الفندق أو مركز التكوين، قال: «أظن أن ذلك ليس لا من صلاحيات زطشي ولا روراوة، لأن الفصل في ذلك سيعود إلى الجمعية العامة الحرة في قراراتها، لقد قلنا أن إنشاء فندق في الظروف الحالية ليس أولوية، والقانون الأساسي للفاف ينص على أن الاتحادية جمعية لتطوير كرة القدم وليست للاستثمار، والفندق لا يندرج في إطار تطوير كرة القدم، وحتى الفيفا ساندتنا في هذا الصدد وتؤكد بأنها ستساعدنا في إنشاء مراكز التكوين عبر أربع مناطق في الجزائر. سنعقد جمعية عامة استثنائية من أجل النظر في هذا الموضوع». أما فيما يتعلق بطريقة التصويت، فقال زطشي «إنها عادة منذ وقت طويل بأن يتم ذلك عبر رفع الأيدي، لكننا سنطلع على قوانين لدى الوزارة، وإن كانت هناك ضرورة لأن يتم التصويت عبر الصندوق، لن يكون هناك أي مشكل». وبخصوص كأس الجزائر وكل الأحداث التي عرفتها مباراة شبيبة القبائل بمولودية الجزائر، أوضح رئيس زطشي أن هيئته تحصلت على كل التقارير وتنتظر قرارات لجنة الانضباط. وفيما يتعلق بقضية ألكاراز، قال رئيس الفاف: «أحترم تصريحات الرئيس السابق للفاف محمد روراوة، لكن أظن أنه ليس عضوا في اللجنة التنفيذية للفيفا، وننتظر القرارات، وسنعمل ما بوسعنا حتى نحافظ على حقوقنا، ومثل هذه التصريحات لا تخدم كثيرا». محمد روراوة: الفريق الوطني بعيد عن مستواه ولابد من مصادر أخرى للأموال «أظن أنه لابد من الحفاظ على المال الموجود في خزينة الفاف، ولابد من أن توظف هذه الأموال، وإيجاد ينابيع جديدة لها. بالنسبة لي وفي رأيي، هناك تسيير إيجابي للاتحادية، لكن من الناحية التقنية، وفيما يتعلق بالفريق الوطني، فنحن بعيدون عن المستوى. فيما يخص قضية ألكاراز، أظن أن هذا المدرب يملك عقدا، وقد اشتكى للفيفا، وأكيد أنه سيفوز في قضيته، وسنكون مجبرين على أن نعوض له، فهو يطالب ب1.3 مليون أورو، تكلمت خلال هذه الجمعية على أجور الطاقم الفني للفريق الوطني والتي تصل إلى 24 مليار سنتيم، الفريق الوطني بعيد عن المستوى الذي كان عليه، هذه الاتحادية تعبت عليها مدة 16 سنة، ولم نبن كل ما ترونه بالمجان، أتمنى أن تتواصل الأمور بنفس الديناميكية التي كانت من قبل، لقد أعطينا فرصة للاعبين باختيار بلدهم بعد كفاح كبير واليوم الطاقم الفني للفريق الوطني يملك كنزا يجب عليه استغلاله وهو من سيتحمل المسؤولية في حال الإخفاق، طالبت ببناء الفندق لأنه سيكون منبع لكسب المال، والجمعية العامة تبقى حرة في اختيارها».