أعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أمس، بجانت، عن الشروع في تقييم المرحلة الأولى من مسار عمل الولايات المنتدبة بالجنوب تحسبا لترقيتها إلى ولايات بكامل الصلاحيات، موضحا بأن هناك تحضيرا جيدا على مستوى وزارة الداخلية والحكومة لدراسة مسار هذه الولايات المنتدبة بالجنوب منذ إنشائها. وخلال لقاء جمعه بممثلي المجتمع المدني عقده في ختام زيارته إلى الولاية المنتدبة جانت، أكد أنه سيتم بعد الإنتهاء من هذه الدراسة عرض هذا المشروع أمام رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، "الذي يولي أهمية بالغة للتنمية الجوارية والتنمية المحلية بولايات جنوب الوطن"، كم أضاف. وبخصوص انشغالات ممثلي المجتمع المدني التي طرحت في هذا اللقاء الذي عقد بقاعة المحاضرات أكد السيد بدوي، أنه سيتم "دراستها والتكفّل بها خاصة في ظل إعادة بعث صندوق تطوير مناطق الجنوب الذي يعطي "قيمة مضافة للتنمية المحلية والإستجابة لانشغالات سكان ولايات جنوب البلاد". ومن أهم الانشغالات التي طرحت تلك المتعلقة بإعادة النّظر في نمط السكن ومراعاة خصوصية المناطق الصحراوية وتدعيم الاستثمار في المجالين الفلاحي والسياحي. كما تمت الدعوة إلى التكفّل بأودية منطقة جانت، بما يسمح باستغلال مياهها لأغراض النشاط الفلاحي، وأيضا استكمال مشروع الطريق الرابط بين عاصمة الولاية إيليزي وبلدية برج عمر إدريس مرورا بوادي سامن على مسافة 320 كلم. وخلال زيارته لجانت أشرف وزير الداخلية، على تدشين المحطة النهائية لمشروع خط أنبوب نقل الغاز (10 إنش) إيليزي / جانت. وهو مشروع طاقوي هام سيضمن تموين الولاية المنتدبة (نحو 4.500 زبون) بالغاز الطبيعي، إنطلاقا من عاصمة الولاية على مسافة 370 كلم. وتطلب استثمارا عموميا قدره 7ر13 مليار دج. وأنجز من قبل أربع شركات وطنية ومكاتب دراسات وطنية لآجال 40 شهرا، حسب البطاقة التقنية للمشروع. وسيضمن هذا المشروع تموين سكان مدينة جانت والمناطق المجاورة لها على غرار فضنون وبرج الحواس وإفني وإهرير بالغاز الطبيعي، إضافة إلى تزويد محطة توليد الكهرباء بهذه الطاقة الحيوية التي تشتغل إلى حد الآن بمادة المازوت. ويحتوي هذا المشروع "الحيوي" الواقع بمنطقة "تجنتورت" بالمدخل الجنوبي لمدينة جانت، على ثلاثة مراكز لقطع التموين و16 غرفة حماية من مختلف الأخطار التي قد يتعرض لها الأنبوب الممتد بموازاة الطريق الوطني رقم (3) في شطره الرابط بين مدينتي إيليزي وجانت، كما أشير إليه. ومن أجل ضمان حماية أكبر للأنبوب الناقل للغاز الطبيعي، تم تدعيمه بتجهيزات الطاقة الشمسية لقياس درجات الحرارة، وتعزيز شبكة المواصلات السلكية واللاسلكية والشبكة الهاتفية. وفضلا عن ضمان تزويد السكان بالغاز فإن الأنبوب سيضمن توفير هذه المادة لمشاريع الاستثمار بالمنطقة في عدة مجالات، لاسيما الصناعة والفلاحة والسياحة. للإشارة تقدر نسبة التغطية بالغاز بولاية إيليزي حاليا 58 في المائة مقابل 98 في المائة بالنسبة للكهرباء، وفق معطيات المديرية المحلية للقطاع. في هذا الصدد صرح وزير الداخلية، أن الجنوب كان له "حظ وافر" من المشاريع التي أقرتها الدولة في إطار تجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، موضحا على هامش تدشينه للمحطة أن "الجنوب يزخر بقدرات هامة في المجال الفلاحي، والدليل على ذلك ما يوفره من منتوجات في السوق المحلية والأجنبية"، داعيا إلى "تثمين كل الإنجازات وتجاوز ثقافة الإتكالية والأعذار خاصة في ظل التسهيلات التي أقرتها الحكومة في مختلف المجالات". وبعد أن ذكر أن هذه الزيارة إلى الولاية المنتدبة جانت تأتي بتكليف من رئيس الدولة، أوضح أن هذه المنشأة الطاقوية الجديدة تضاف إلى عديد المحطات التنموية التي شهدتها البلاد في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والتي شملت كل ربوع الوطن. وتعد هذه المحطة النهائية الثالثة من نوعها على المستوى الوطني، بعد تدشين منشآت طاقوية مماثلة بكل من أدرار وأنبوب الغاز الطبيعي الذي ينطلق من تديكلت وصولا إلى تمنراست على مسافة تفوق 500 كلم، مثلما أضاف السيد بدوي، مشيرا إلى أن تدشين هذا المشروع سيكون له أثر هام في تزويد هذه المنطقة الجنوبية بهذه الطاقة الحيوية. وشدّد على أن التنمية الوطنية يتوجب أن تصل إلى كل المواطنين في مختلف ولايات الوطن، وهي "الاستراتيجية التي تمكننا من الاعتزاز بهذه الإنجازات التي تضمن التكفّل بيوميات المواطن وترقية الإطار المعيشي له عبر هذه المناطق البعيدة من الوطن"، مشيرا إلى أن إنجاز هذا المشروع بشراكة وطنية أبرز "مدى التحكم الميداني وبكفاءات جزائرية محضة"، قبل أن يضيف أنه "سيتم تعزيز قدرات التنمية بولايات الجنوب ذات البعد الاستراتيجي"، مؤكدا أن هذا المشروع الهام سيسمح بتحقيق نهضة اقتصادية شاملة تجعل مستقبل هذه الولاية المنتدبة مزدهرا اقتصاديا مما يؤهلها لأن تصبح ولاية كاملة وبكل الصلاحيات. وذكر السيد بدوي، أن هذا المشروع سيشكل دافعا لبروز استثمارات في مختلف المجالات، مبرزا أن ولاية إيليزي استفادت من 200 مليار دج خلال البرامج السابقة لإنجاز عديد المنشآت القاعدية، وتحسين التموين بمياه الشرب وإعادة تأهيل مطاري جانت وإن أميناس، وشق عديد الطرقات الجديدة وإنجاز مركز جامعي بالولاية وغيرها من المشاريع. ونوّه بالمناسبة بالدور الذي يؤديه سكان مدينة جانت الحدودية والذين يعتبرون كما قال حصنا متينا رفقة أفراد الجيش الوطني الشعبي في حماية وتأمين الحدود. وأشرف السيد بدوي، كذلك على تدشين المقر الجديد للولاية المنتدبة جانت.