ألهبت كل من المطربة أمينة زهير وفرقة اللمّة البشارية، سهرة أول أمس، قاعة الموقار بالجزائر العاصمة، في حفل نظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام ضمن برنامجه الرمضاني. واستمتعت العائلات بوصلاتهم الموسيقية والغنائية وكذلك الشباب الذي حضر ولم يتوانوا لحظة لتشكيل فريق حيوي مع المغنيات وتتقاسم المتعة بين الجميع. استهلت أمينة زهير الحفل بتقديم باقة من روائع الأغاني الشعبية، وبدأت وصلتها بأغنية "غنية" لصاحبها عزيوز رايس، ثم عادت لأغنيتها الشهيرة "سوّلت عليك يا السعد"، ثم انتقلت لروائع تراث أغنية الشعبي وأدت "القهوة ولاتاي'' و«سبحان الله يالطيف" للراحل الحاج محمد العنقى، ونهلت من روائع الراحل الهاشمي قروابي وغنت "توحشت البهجة" و«أبدًا عمري مانتلفت لورايا". وختمت أمينة زهير بأغنية ثانية اشتهرت بها وهي "سيدي معمر"، بعد أن قدمت عددا من الملخصات مثل "قولي بالله يا الشمعة"، وعدد من الأغاني العاصمية الخفيفة الراقصة. أما "اللّمة" فقد خلقت أجواء من المتعة، وكانت مناسبة للجمهور لأن يتعرف على هذه الفرقة الفتية التي تضم أسماء كبيرة على غرار حسنة البشارية، هذه الفرقة التي تحمل رسالة عميقة إذ تصبو لتعريف مجمل الألوان الموسيقية والغنائية في منطقة الساورة ببشار. وغنت سعاد عسلة رئيسة الفرقة "لمتي" لشكر النساء اللواتي شاركناها السهرة الجميلة، وهي أغنية افتتاحية للألبوم، حيث حيّت كلا من زهوة، مبروكة، خديجة، فاخيتا، مّاني، زازا، عزيزة، فاطمة، ربيعة وحسنة البشارية. وتميزت السيدة زازا بأداء وحضور مميزين على المنصة. واستمتع الحاضرون بموسيقى وغناء منطقة بشار، والساورة على الخصوص، فسيدات الساورة أبدعن في كل الأنواع الموسيقية المندرجة ضمن تراثهن الأصيل، ففي نوع الفردة التي تُغنى بمنطقة القنادسة في بشار غنين "سيدي مولانا". وفي لون الملحون غنين "صلاة الفجر" وفي طابع الديوان غنين "بابا ميمون". وصاحب العرض الغنائي عرض أقرب عرض راقص بفضل رقصات سعاد عسلة وحركات الحاجة زازا، هذه الأخيرة (75 سنة) تغني الحضرة منذ أكثر من 30 سنة، وهي عميدة الفرقة، وغنت "رسول الله" و«الله مولانا" بأداء متفرد. جدير بالذكر أن الفرقة كانت في البداية حلما لسعاد عسلة ثم تطور إلى مشروع وتحقق مع إصدار أول ألبوم في مطلع السنة الجارية. وتستلهم الفرقة من موسيقى الصحراء وأن "اللمّة" هو تكريم للمرأة البشارية ولفناني المنطقة، وتأكيد على أن هذا اللون الفني ليس حكرا على الرجال، وأن النسوة يغنين الديوان منذ القدم ولكن في بيوتهن فقط، والآن انتقل إلى الخشبة وتقاسمه الجمهور الواسع. ❊ دليلة مالك