تحتل الجزائر المرتبة ال15 في الترتيب العام لجدول الميداليات في الألعاب المتوسطية والرابعة عربيا برصيد 11 ميدالية منها 2 من المعدن النفيس ومثلها من الفضة وست ميداليات من البرونز، وهي حصيلة تبقى ضعيفة جدا قياسا بدول عربية أخرى أحسن ترتيبا من الجزائر وشاركت بأقل عدد من الرياضيين، حيث خيّبت العديد من الرياضات آمال الجزائريين في هذه الألعاب المتوسطية قبل يوم واحد من إسدال الستار عنها. كانت نهاية الألعاب المتوسطية بمدينة " تراغونا" نقمة على المشاركة الجزائرية في اسبانيا على عكس الأيام الأولى التي شهدت حصول الجزائر على ميداليتين ذهبيتين، وهو ما يؤشّر على مشاركة ضعيفة بكل المقاييس، عكس ما كانت عليه الأمور في ألعاب مرسين التركية في 2015. وكانت الكارثة الكبرى في رياضيتي المصارعة والملاكمة التي خيّبت الآمال بكلّ المقاييس، واكتفى بعض رياضييها بالبرونز فقط، بعد أن كانت في وقت قريب تحقّق انتصارات كبيرة وتجلب العديد من الميداليات للجزائر في مختلف الألعاب. ففي الجيدو، ظهر بشكل واضح أن المصارعين باتوا بعيدين عن المستوى العالي بالنّظر لنقص التحضيرات والمشاكل التي عرفتها الاتحادية في وقت قريب، وهو ما انعكس بشكل سلبي على مشاركة المصارعين الذين ودّعوا المنافسة في الأدوار المتقدمة، واكتفى الجيدو الجزائري بميداليتين فقط من معدن البرونز . وجاءت الميداليتان من نصيب صونيا عسلة (أكثر من 78 كلغ) وإلياس بويعقوب (أقل من 100 كلغ)، وهزم بويعقوب خصمه التونسي أنيس بن خالد، فيما تفوقت عسلة على خصمتها الإسبانية سارة ألفاريز، ورغم أهمية الميداليتين ووزنهما أيضا بالنسبة لحصاد المشاركة الجزائرية في الجيدو في الألعاب المتوسطية، إلا أنه لا يمكن اعتبارهما انجازا كبيرا خاصة وأن المصارعين الجزائريين تعوّدوا على البروز في المحفل المتوسطي بالنظر أيضا إلى التعداد الكبير الذي شاركت به الجزائر ( 13 مصارعا) في الألعاب المتوسطية، ففي الوقت الذي كان منتظرا سيطرة المصارعين الجزائريين على منصة التتويج حدث العكس تماما، متنازلين عن الميداليات الثمينة لمنافسيهم وسط تساؤلات عن أسباب تراجع الجيدو على أعلى المستويات رغم استرجاع المنتخب الوطني للقب القاري.في المقابل فشلت المصارعة كوثر وعلال التي توّجت بميدالية برونزية في دورة مرسين في تكرار إنجازها بعد هزيمتها أمام السلوفينية باتريسيا برولين، وعلى ضوء هذه النتيجة المتواضعة خسر المنتخب الوطني فرصة معادلة أو تحسين نتيجة دورة مرسين الأخيرة، حيث حازت النخبة الوطنية على ثلاث بروزنزيات. ولم يختلف واقع مشاركة الملاكمة في الألعاب المتوسطية عن حالة الجيدو، حيث اكتفت هذه الرياضة أيضا بميداليتين من البرونز بفضل رضا بن بعزيز (أكثر من 60 كلغ) ومحمد حومري (أكثر من81 كلغ)، بعد فشلهما في بلوغ الدور نصف النهائي. وإذا كانت نتيجة حومري متوقعة، تبقى النتيجة النهائية للملاكم بن بعزيز الأكثر تخييبا، خاصة وأنّ الملاكم علقت عليه أمال كبيرة لتجاوز على الأقل الدور نصف النهائي، وضمان الفضية قبل أن يتفاجأ بمنافس من تركيا قلب عليه الطاولة، لتبقى سمعة الملاكمة الجزائرية في الحضيض وتعكس الواقع المر لهذه الرياضة التي حققت نتائج كبيرة في دورة مرسين حيث فازت بخمسة ميداليات كاملة، ليبقى غياب فليسي عن المنافسة مؤثرا بشكل كبير على حصيلة المنتخب في هذه الألعاب، رغم تواجد ثمانية ملاكمين علقت عليهم آمال كبيرة في هذه الدورة المتوسطية. وسقط بن بعزيز أمام منافسه التركي هاكان دوكان بنتيجة (4/1)، وخسر حومري أمام منافس تركي أيضا بايرام مالاكان بنفس النتيجة، وعلى ضوء الميداليات الجديدة، يرتفع رصيد الجزائر إلى 11 ميدالية (ذهبيتان و3 فضيات و6 برونزيات)، ورغم ارتفاعها إلا أن الحصيلة الجزائرية، تبقى متواضعة جدا لا تعكس لا سمعة الرياضة الجزائرية ولا حجم الإمكانيات المالية التي تستفيد منها الاتحاديات ولا قوة عنصر الشباب الذي يشكّل نواة المجتمع الجزائري. ومن جهته، اكتفى المنتخب الوطني لكرة القدم لأقل من 18 سنة بالمركز السادس في دورة الألعاب المتوسطية بعد خسارته في اللقاء الترتيبي أول أمس أمام المنتخب الفرنسي بهدف دون رد في الأنفاس الأخيرة في الوقت الإضافي (91). وفي هذا الجانب علق، حسين أشيو، مساعد مدرب المنتخب، على أن المشاركة إيجابية رغم النقائص وعدم معرفة الطاقم الفني بقدرات اللاعبين خاصة وأن المنتخب أشرك في أخر لحظة، بعد تغيير القوانين الخاصة بالفئة العمرية المخوّل لها التواجد في هذه المنافسة، حيث قال "أعتقد أنّ المنتخب لعب بشكل جيد أمام المنتخب الفرنسي وكان بحاجة لهدف واحد حتى يفوز أمام "الديكة" لكن الفعالية خانتنا في هذه المقابلة"، وأضاف "على العموم المشاركة تبقى إيجابية بكل المقاييس رغم بعض النقائص وأخذنا العديد من المعلومات عن المنتخب الحالي، وهو ما سيسمح لنا بالاستثمار فيها حتى نكون منتخبا جيدا في المستقبل ونبني عليه". للإشارة فاز المنتخب الوطني في مباراة واحدة، وكان ذلك أمام المنتخب البوسني وبهدفين دون رد، فيما خسر في مواجهتين ثانيتين أمام كل من اسبانيا في اللقاء الافتتاحي برباعية لهدف واحد، كما سقط أمام المنتخب الفرنسي وبهدف دون رد في اللقاء الترتيبي أول أمس.