أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، دافيد ماك أليستر، أول أمس، أن الجزائر تعد "ركيزة هامة" في استقرار منطقة الساحل، معتبرا أنه بإمكان جميع البلدان التي تواجه ظاهرة الارهاب "أن تستلهم الدروس من التجربة الجزائرية". وترأس اليستر وفدا برلمانيا أوروبيا يزور بلادنا في إطار الاجتماع التأسيسي "البرلمان الجزائري- البرلمان الأوروبي " الذي انعقد ببروكسل بتاريخ 28 جوان الماضي، والذي تم بموجبه إنشاء اللجنة البرلمانية المشتركة، التي تعد فضاء يسمح بتعزيز التعاون بين الجانبين.وستجتمع اللجنة نهاية شهر أكتوبر من السنة الجارية، لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك كالهجرة. واستقبل الوفد البرلماني الأوروبي من أهم المسؤولين في الدولة، ولاسيما نائب رئيس مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني والوزير الأول، فضلا عن وزيري الخارجية والداخلية. فبمجلس الأمة، استقبل جمال ولد عباس، نائب رئيس مجلس الأُمّة، أول أمس رئيس لجة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي والوفد المرافق له، في لقاء سمح باستعراض العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لاسيما البرلماني منها. وجدد الطرفان عزمهما على دعم هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة، حسب بيان للمجلس. كما تطرقا إلى التحديات التي تواجه منطقتي شمال وجنوب المتوسط، خاصّة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية. في هذا الصدد، أكّد السيد ماك أليستر رغبة البرلمان الأوروبي في الإستفادة من الخبرة الجزائرية في مجال مكافحة هذه الآفات الثلاث، مُذكرًا بأنّ الجزائر صارت مرجعا يُحتذى به، ليس بالنسبة لأوروبا فقط ولكن العالم أجمع، مشيرا إلى أنّ "أمن أوروبا من أمن الجزائر"، حسب البيان. وخلال استقباله من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، بمقر المجلس، تم استعراض العلاقات بين الجزائر والاتحاد الأوربي عموما والعلاقات بين البرلمانين خصوصا. وذكر بيان للمجلس أنه تم التطرق في هذا اللقاء إلى تميز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. وقدم رئيس المجلس بالمناسبة مسار الاصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في كافة المجالات. من جانبه، أشاد رئيس الوفد الأوروبي بجودة العلاقات التي تجمع البرلمانين، وعبر عن بعض الاستفسارات التي تخص الشباب،وهو نفس التساؤل الذي جاء على لسان عضو الوفد توكيا صايفي- برلمانية فرنسية من أصول جزائرية- التي تساءلت – حسب البيان- عن مدى توفر مناصب الشغل للشباب وواقع الاقتصاد الجزائري ضمن مسار التنويع بعد انهيار أسعار النفط. واستقبل الوزير الأول أحمد أويحيى بدوره وفد لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي. وجرى الاستقبال بحضور وزير العلاقات مع البرلمان محجوب بدة، حسب بيان للوزارة الأولى. وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي خصه به وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، قال السيد ماك أليستير "نحن نعتبر، على مستوى الاتحاد الأوروبي، أن الجزائر تعتبر ركيزة هامة في استقرار المنطقة (الساحل). من جهته، قال السيد مساهل أن الجانبين تطرقا إلى الوضع في الجزائر وفي المنطقة، مؤكدا أن هذا اللقاء سمح للجزائر "بتقديم شروح أوفر حول مقاربتها الخاصة بتسوية المشاكل و النزاعات". وعقب لقائه بوزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي صرح المسؤول الأوروبي أن "الجزائر عاشت منذ 20 سنة وضعية جد صعبة وتمكنت من رفع تحدي مكافحة الارهاب، واعتقد أن بإمكان جميع البلدان أن تستلهم الدروس من التجربة الجزائرية"، معبرا عن اقتناعه بأن الجزائر تعد "ضامنا للأمن" في المنطقة، معربا عن "ارتياحه الكبير لرؤية الجزائر أخيرا مستقرة بعد كل تلك المحن القاسية". وتابع السيد ماكاليستر يقول انه تحادث مع السيد بدوي حول المقاربة الجزائرية، في مجال إيجاد الحلول للازمات وسياستها القائمة على عدم التدخل والهجرة غير الشرعية التي يوجد بخصوصها "مستوى لا بأس به من التعاون"، مضيفا أنه تطرق كذلك إلى المسائل المرتبطة بالأمن وإصلاح الادارة العمومية. للتذكير فإن وفد لجنة الشؤون الخارجيةتونس أولن الأوروبي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر، في إطار الحوار البرلماني بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي والذي توج بإنشاء لجنة برلمانية مختلطة.ويضم الوفد سبعة أحزاب سياسية، وكانت تونس أول محطة له قبل أن يحل بالجزائر.