أكد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي على الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام والاتصال في تعزيز الجهود وتحصين المؤسسة العسكرية وأفرادها من المخاطر والآفات، وهو ما يتطلب كما قال «مواصلة التفاني في العمل والإخلاص لله وللوطن ولعهد الشهداء والمجاهدين». وأفاد بيان لوزارة الدفاع الوطني بأن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي حث الجميع في كلمة توجيهية يوم الخميس التقى فيها، برفقة اللواء علي سيدان قائد الناحية العسكرية الأولى ومدير الإيصال والإعلام والتوجيه بأركان الجيش الوطني الشعبي، بإطارات ومتربصي المدرسة، بُثت إلى وحدات ومدارس النواحي العسكرية الست عن طريق تقنية التحاضر، خلال إشرافه على مراسم تدشين المدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال بسيدي فرج (الناحية العسكرية الأولى) يعلن «الإقتداء بتضحيات وبطولات شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار الذين استرخصوا شبابهم وحياتهم ووهبوها فداء للوطن وضحوا بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة سيدة في قرارها». وأكد في هذا الصدد على الدور «الحيوي» الذي يلعبه الإعلام والاتصال في «تعزيز الجهود وتحصين مؤسستنا العسكرية وأفرادها من المخاطر والآفات، وهو ما يتطلب منا جميعا مواصلة التفاني في العمل والإخلاص لله وللوطني ولعهد الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، الذين أسمعوا صوت الحق واعتلوا صهوة العز والمجد وعلى الرعاية الشديدة والأهمية البالغة لمسألة الاستثمار في العنصر البشري، الذي يعتبر من أولى أولويات الجيش الوطني الشعبي، وأرقى أنواع الاستثمار التي تكفل بلوغ الأهداف التطويرية المتوخاة». وقال نائب وزير الدفاع الوطني في كلمته التوجيهية إنه «وفي سياق الرؤية الإستراتيجية الشاملة للاتصال في الجيش الوطني الشعبي، وإدراكا منا للأهمية البالغة للإعلام والاتصال في الجيوش وفي الحروب الحديثة، وفي ظل ثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها العالم، وإدراكا منا لأهمية، بل واجب رفع تحديات ظاهرة العولمة التي تسعى إلى الهيمنة والتحكم في ناصية توجيه الرأي العام العالمي، وترتيبه وفق رؤية اقتصادية واجتماعية وثقافية واحدة، تذوب وتتآكل فيها خصوصيات ومقومات الشخصية الوطنية للشعوب، سعينا خلال هذه السنوات القليلة الماضية إلى تدعيم منظومة الإعلام والاتصال في الجيش الوطني الشعبي، باعتباره أداة فعّالة للتواصل المباشر مع الأفراد، بما يسمح بتعزيز وتدعيم معنوياتهم، وخلق الجو المهني الملائم الذي يكفل نجاح الجهود العملياتية المبذولة من جهة، واتصال فعّال مع الرأي العام الوطني والدولي، قوامه المصداقية والمسؤولية يتماشى والتحديات المطروحة في فضائنا الإقليمي والدولي، اتصال داعم لقوام المعركة في الميدان، شاحذا للهمم، ومحافظٌ على قوة العزيمة والإصرار والتضحية في سبيل الوطن من جهة أخرى». كما تضمّنت الكلمة حسب البيان التأكيد على الرعاية «الشديدة والأهمية البالغة» لمسألة الاستثمار في العنصر البشري، الذي يعتبر حسب قايد صالح «من أولى أولويات الجيش الوطني الشعبي، وأرقى أنواع الاستثمار التي تكفل بلوغ الأهداف التطويرية المتوخاة». ولفت في ذات الوقت إلى أنه «يتعين علينا في هذا الإطار تحديدا، التأكيد أمامكم مرة أخرى على أن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، تحرص شديد الحرص بفضل ما تحظى به قواتنا المسلحة من رعاية دائمة من لدن فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على منح المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي العناية الكبرى والرعاية المتواصلة باعتبار أن رسالتها لا تقتصر فقط على الجوانب التأهيلية وغرس المهارات وترسيخ المعارف والعلوم العسكرية، بل تسعى من خلال تلقين دروس التعليم العام إلى تكوين الإنسان الملتزم بتعهداته حيال جيشه ووطنه، له القدرة على التكيف مع صلب المهام الموكلة، مدركا لما يجري من حوله، محيطا بأهمية المرجعية التاريخية، واعيا بدورها في تعزيز عوامل تقوية حس الواجب لديه وتعميق روح الإخلاص لوطنه». واسترسل الفريق قايد صالح قائلا: «وهو ما تجلى وتجسّد اليوم في تدعيم منظومتنا التكوينية بهذا الصرح التعليمي الفتي المتمثل في «المدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال»، التي تضمن تكوينا عسكريا عال ونوعي لإطارات المؤسسة العسكرية في مجال الإعلام والاتصال، وتخرج إطارات ذات كفاءة عالية، متمكنة في مجال تخصصها، قادرة على أداء الدور المنوط بها على مستوى مختلف هياكل ووحدات الجيش الوطني الشعبي، بكل احترافية ومهنية، إطارات كفأة وماهرة، نريدها أن تكون متشبعة بالقيم الوطنية وروح المسؤولية، متحكمة في نواصي مختلف مهن الإعلام والاتصال التقنية والفنية، قادرة على تنفيذ مهامها بكل اقتدار، سواء ما تعلق بالاتصال الداخلي أو الخارجي، وفي كل الظروف والأحوال.» ولم يفوّت ذات المسؤول العسكري الفرصة ليذكر بالاستراتيجية الشاملة التي تبناها الجيش الوطني الشعبي في مجال الإعلام والاتصال، والتي أكد بشأنها أنها «استراتيجية نابعة من عقيدة ثورتنا التحريرية المجيدة وقيمها السامية، ومسترشدة بعمقنا التاريخي والوطني الحافل بالأمجاد والبطولات، ومتكيفة مع مقومات شخصيتنا الوطنية ومع خصوصياتنا الذاتية، وقادرة على بناء منظومة دفاعية وطنية متكاملة المهام، منسجمة الأداء». وكان الفريق قايد صالح الذي أشرف على مراسم تدشين المدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال بسيدي فرج بحضور كل من قائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء الدوائر بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، والمديرين ورؤساء المصالح المركزية قد تابع عرضا شاملا حول المدرسة ومهامها قدمه قائدها، تضمن الوضعية العامة لهذه المؤسسة التكوينية الجديدة التي تدعمت بها المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي، وهي الفرصة التي اغتنمها الفريق للتأكيد على «ضرورة إيلاء عناية كبرى لهذا الصرح التكويني الهام والعمل على ترقيته وتطويره باستمرار بما يكفل ضمان تكوين نوعي وراقي في ميدان الإعلام والاتصال». وقبل هذا، تفقد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بعض مرافق المدرسة، ليتابع في ختام اللقاء بعض الاقتراحات والتدخلات، قدمها إطارات ومتربصو المدرسة، تمحورت جميعها حول الدور الحساس والحيوي للإعلام والاتصال في تحصين مؤسستنا العسكرية وأفرادها من كل المخاطر والآفات.