رغم أن مشروع "قنطرة" يعيش أيامه الأخيرة، إلا أن الأهداف التي جاء من اجلها ما تزال في الواجهة والتي تختصر في نقطة مهمة تتمثل في تحقيق التفاهم المشترك والحوار بين ثقافات حوض البحر الأبيض المتوسط عبر التبادل الثقافي والعلمي والتكنولوجي. وفي هذا السياق؛ نظمت أمس بقصر رياس البحر ندوة صحفية جاءت لتقييم تطبيق مشروع "قنطرة" الذي يندرج ضمن برنامج التراث الأوروبي المتوسطي، شارك فيها مراد بتروني مدير حفظ التراث الثقافي الجزائري وترميمه رئيس مشروع قنطرة بالجزائر، نضيرة حباش نائب حفظ الممتلكات الثقافية وترميمها منسقة بالمشروع وبرونو أيرو مسؤول برمجة الأعمال بمعهد العالم العربي المكلف بإدارة وتنسيق المشروع. وأكد مراد بتروني، أن مشروع "قنطرة" يهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة صيغة التعايش التي كانت تعرفها منطقة البحر المتوسط بضفتيها وهذا من خلال تأسيس بنك معلومات في موقع إلكتروني يضم مجموعة كبيرة (800) من التحف تشترك فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة دول المتوسط وبالضبط الدول المشاركة في المشروع وهي: الجزائر، تونس،المغرب، اسبانيا، فرنسا (ممثلة بالمعهد العالم العربي)، سوريا، لبنان، الأردن ومصر بالإضافة إلى ممّول المشروع وهو اللجنة الأوروبية "أوروميد"(مكتب تعاون الأعمال المركزية لأوروبا وحوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط) وضمن فترة تاريخية تبدأ من القرن السابع، العصر الذهبي للحضارة العربية إلى القرن التاسع عشر عصر سقوط الإمبراطورية العثمانية. وأضاف بتروني أنه علاوة على ضم المشروع لهذا الموقع الالكتروني الضخم والمنجز بأربع لغات، فإنه شمل كذلك كتابا بأربع لغات وهي العربية، الفرنسية، الاسبانية والانجليزية، وكذا تنظيم معارض في نفس الفترة في سبعة بلدان مشاركة وبالنسبة للجزائر فقد انطلق المعرض الذي يضم تحفا من البلدان المشاركة في نوفمبر الماضي وسيتواصل إلى غاية جانفي القادم لينتقل إلى الولايات الأخرى. واعتبر بتروني أن مشروع "قنطرة" جاء للإجابة على إشكالية هل ستتمكن بلدان المتوسط من استعادة الزمن الماضي، حيث كان الاحتكاك بينها والتعايش والتبادل؟ مضيفا أن قنطرة جاء أيضا في سياق مشروع الحكومة الجزائرية من خلال حفظ وجرد وتصنيف التراث الثقافي الجزائري. وفي هذا السياق؛ تحدثت نضيرة حباش منسقة بالمشروع عن إبراز التراث الثقافي الجزائري من خلال جرد التحف لوضعها في الموقع الالكتروني، مضيفة أن أهمية الجزائر كدولة وحضارة في ترقية التراث الثقافي الحضاري المتوسطي والعالمي لا غبار عليها، وقدمت مثالا على ذلك في طريقة بناء قصر الحمراء بغرناطة بإسبانيا المستوحاة من بناء قلعة بني حماد في الجزائر. من جهته تحدث برونو أيرو مسؤول برمجة الأعمال بالمعهد العالم العربي المكلف بإدارة وتنسيق المشروع، عن حيثيات الموقع الالكتروني لمشروع قنطرة، فقال أنه موجه للجميع ويضم أكثر من 800 تحفة من البلدان المشاركة ويشترط فيه أن تكون لكل تحفة من بلد مشارك علاقة مع تحفة أخرى من بلد آخر مشارك، ليتم بذلك صنع نسيج مشترك بين مجموعة التحف وإظهار تقاطع بلدان منطقة المتوسط في الكثير من النقاط. وأضاف أن الإتحاد الأوروبي موّل بنسبة 80 بالمائة المعارض التي تنظم في هذا المشروع وتبقى نسبة 20 بالمائة يوفرها البلد المنظم وأضاف أن المشروع وصلت تكلفته إلى 3.5 مليون أورو طوال 45 شهرا. واستطرد المتحدث قائلا: "لم لا يكون هناك قنطرة 2"، متمنيا أن يتواصل عرض الموقع الالكتروني سنوات أخرى، وأن يتم إثرائه أكثر . للإشارة مشروع قنطرة بشعار "التراث المتوسطي، تقاطع الشرق والغرب" هو مشروع مشترك بين أوروميد هيريتاج( الإتحاد الأروبي) معهد العالم العربي في فرنسا، ومديريات الآثار والتراث في كل من الجزائر،الأردن ولبنان والمغرب وتونس ومؤسسة ليغاردو أندلسي في اسبانيا، متحف الفن الإسلامي في القاهرة وقسم الهندسة المعمارية في جامعة دمشق سوريا. وللحصول على معلومات حول المشروع الذي انطلق في أفريل 2005 والتعرف على الممتلكات التي يضمها بنك المعلومات الخاصة به، برمج موقعا الكتروني وهو:www.qantara-med.org