أكد رئيس مشروع ''قنطرة التراث المتوسطي، تقاطع الشرق والغرب'' بالجزائر ومدير حفظ التراث الثقافي الجزائري وترميمه السيد مراد بطروني أن هذا المشروع يندرج في إطار برنامج الأورو متوسطي، حيث أنشىء في أفريل 2005 لينتهي هذا الشهر، ودخلت الجزائر فيه كطرف من خلال وزارة الثقافة، بهدف جمع، تكوين، وتوزيع معلومات حول التراث الوطني في فترات زمنية محددة، وكسر الأيديولوجيات السلبية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط. هذا ما جاء في الندوة الصحفية التي احتضنها قصر الرياس أول أمس، أين كان حضور بعض المشاركين في المشروع من الجزائروفرنسا، على رأسهم السيد برونو أيرو مسؤول برمجة الأعمال في معهد العالم العرب بفرنسا، ونائبة حفظ الممتلكات الثقافية وترميمها نضيرة حباش بالجزائر وآخرين، هؤلاء الذين كانت لهم مداخلات تم فيها التعريف بالمشروع وشرح أهدافه وكيفية العمل والتنسيق بين أعضائه والمشاركين فيه، وأكدوا في مجملهم على أن مشروع'' قنطرة'' مشترك بين'' أورميد هيريتاج'' أي الإتحاد الأوربي، ومعهد العالم العربي في فرنسا، إضافة إلى مديريات الآثار، والتراث في كل من الجزائر، الأردن، لبنان، المغرب، وتونس، ومؤسسة ''ليغادو أندلسي'' في اسبانيا، ومتحف الفن الإسلامي في القاهرة، وقسم الهندسة المعمارية في جامعة دمشق بسوريا، إذ أكد من جهته برونو أيرو أن المشروع جاء لإعادة خلق التعايش بين دول البحر الأبيض المتوسط ومعرفة الأشياء والخصائص المشتركة بينها، ولهذا تم اختيار مصطلح''قنطرة''، فهي جسر يرمز إلى الترابط و التكامل التاريخي، الحالي والمستقبلي بين الشرق والغرب من خلال ضفتي البحر المتوسط، كما تطرق ذات المتحدث إلى قاعدة معلومات أنجزها المشروع يمكن مراجعتها على موقع إلكتروني يحصي التراث والمخزون الفني لضفتي البحر المتوسط، مؤكدا أن الموقع على شبكة الانترنيت قد سلط الضوء على العوامل المشتركة القادرة على التقريب بين شعوب متجذرة في أغلب الأحوال في خصوصياتها، كما قال برونو أن قاعدة المعلومات تضمنت ألف عينة من التراث المتوسطي من أدوات، مواقع ، وآثار تغطي مرحلة تاريخية مستمرة من التاريخ القديم إلى المرحلة الحديثة، مضيفا ذات المتحدث أنه في مشروع''قنطرة'' يستخدم مجموعة من الوسائط من نصوص، صور ثابتة ومتحركة، حقيقية وتركيبية، وثائق صوتية وأفلام، كما ينظم في كل بلد مشارك معرض يشهد على ثراء هذا التأثر المتبادل على ضفتي المتوسط، وتحدث أيضا عن الكتاب الذي نشر بأربع لغات هي الفرنسية والاسبانية والانجليزية والعربية. وتدخلت من جهتها نضيرة حباش حيث تكلمت عن الزخم الثقافي الذي تزخر به الجزائر في فترات مختلفة، ومخلفات الحضارات التي تعاقبت على الدولة الجزائرية كقلعة بني حماد، وما تركه الرومان من آثار في مناطق جزائرية عديدة، وأضافت حباش أن المعارض التي تنظم تتضمن عينات من التراث المتوسطى، والتي تغطى مرحلة تاريخية تمتد من التاريخ القديم إلى المرحلة الحديثة، وتبرز التراث المشترك المادى واللامادي الذى يجمع بين شعوب ضفتى المتوسط، وتقوم بشرح التفاعل والتداخل القائم بين هذه الشعوب فى كل النواحى الحياتية، إذ يمكن للزائر التعرف على نماذج من التحف الفنية والمواقع الأثرية والمعالم التاريخية من خلال بنك معلومات يستخدم الصور الثابتة والمتحركة والوثائق الصوتية والأفلام التوثيقية. كما تحدثت هي الأخرى عن الموقع الكتروني الذي يسهل على الجمهور العريض استكشاف محتويات المعرض ومعرفة خبايا الدولة المحتضنة والمنظمة له. ها قد وصل المشروع إلى الأيام الأخيرة التي حددها الأعضاء، وهم اليوم يودون معرفة وتقويم ما أنجز حتى الآن والنظر في الخطوات القادمة، لكن هل يمكن لتراث البحر الأبيض المتوسط أن يكون مشغلا آنيا وان يتوجه إلى الجمهور الواسع في هذا الزمن الموسوم بالعولمة؟ قد تستعصى الإجابة احيانا حتى على ذوي الاختصاص لأن فيها بحثا يتجاوز الرغبة في تحقيق الهدف إلى واقع يصعب تفسيره أو حتى فهمه احيانا بحكم تقلباته المستمرة! وللإشارة فإن مشروع''قنطرة'' يضم كل من فرنسا، اسبانيا، الجزائر، تونس، المغرب، الأردن، لبنان، مصر، وسوريا ------------------------------------------------------------------------