تحول موقف الحافلات التابع للمؤسسة العمومية للنقل الحضري بالحراش، إلى مأوي للمتشردين والسكارى الذين اتخذوا منه مركزا لهم، حارمين الآف المسافرين من الاحتماء به مع تعرضهم اليومي لجميع أنواع الشتائم والاعتداءات، وهذا كله على مرمى بضع أمتار من مقر البلدية، التي لم يحرك مسؤولوها ساكنا لتطهير المكان من الدخلاء عنه. وقد ازداد مشكل موقف حافلات "إيتوزا" بالحراش تعقيدا مع حلول فصل الشتاء، حيث يتمركز به قرابة عشرة أشخاص أو أكثر من مسنين وأطفال وامرأة اتخذوا من المكان مأوى لهم.. رافضين إخلاءه رغم إقدام مصالح الأمن في العديد من المرات على تحويل المتشردين الى مراكز إيواء مختصة، غير أنهم سرعان ما يطلق سراحهم لتسببهم في مشاكل وفوضى متعمدة بغرض دفع مسؤولي المراكز الى طردهم والعودة الى التسكع بالشوارع. ورغم الشكاوى المتعددة للسكان والمسافرين عبر خطوط "إيتوزا"، بغرض حمايتهم من الاعتداءات اللفظية وحتى الجسدية التي يتعرضون لها من قبل المتشردين، خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل أو الساعات الأولى من النهار، إلا أن الوضع بقي على حاله، بل ازداد مع قدوم اشخاص بل وعائلات للاستقرار بالموقف المذكور، وهو حال سيدة وابنيها التي تقيم بالموقف منذ أزيد من شهرين.. مستغلة التوافد الكبير للمسافرين للتسول ورثاء حالها وحال أبنائها. وإلى جانب ما يشكله المتشردون من خطر على المارة والمسافرين، فإن حال الموقف في حد ذاته يدعو الى الشفقة والتذمر، خاصة وأن جل المقيمين به يقضون حاجتهم البيولوجية في العراء.. متسببين في انبعاث روائح كريهة نفرت جميع المارة منه زادها في ذلك أفرشتهم البالية والمتعفنة المنتشرة بمحيط الموقف، وقد دفعت هذه الاجواء بالمسافرين الى التمركز بمكان بعيد لانتظار حافلاتهم. وقد تنصّل مسؤول موقف "إيتوزا" بالحراش من مسؤوليته في "احتلال" الموقف من طرف المتشردين، فيما أعيت وضعية المتشردين مصالح الأمن الذين يخلون في كل مرة المكان لكن يعود وضعه الى ما كان عليه في اليوم الموالي، في حين لم تحرك سلطات البلدية ساكنا لتصحيح الوضع.. علما أن مقرها على بعد أمتار معدودة من المشهد المذكور.