ستتعزّز الساحة السينمائية الأمازيغية خاصة، والجزائرية عامة، قريبا، بإنتاج جديد يحمل عنوان "أقلاغ نوغالد" (ها نحن عدنا)، وهو فيلم للفنان يونس بوداود. وأكّد بوداود في لقاء جمعه ب "المساء" على هامش فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية جيجل التي تحتضنها دار الثقافة "مولود معمري" بتيزي وزو، أنّه بصدد وضع اللمسات الأخيرة لفيلم "أقلاغ نوغالد"، الذي من المنتظر عرضه في 8 مارس المقبل بدار الثقافة بتيزي وزو. الفيلم الطويل سيعرف مشاركة أزيد من 200 ممثل، وقد انطلقت عملية تصويره في أوت 2007، أمّا أماكن التصوير فكانت بالمناطق الثورية أي التي شهدت أحداث الثورة التحريرية، وذكر المخرج بعضا منها كقرى افروحان، واشريفن ولعزيب زعموم وغيرها. للإشارة، فإنّ الفيلم هو الثاني للمخرج بعد فيلمه الأول "ثنايي يما" (قالت لي أمي)، وهو أيضا تكريم للمرأة القبائلية المناضلة التي عانت وتحمّلت ما لا تطيقه الجبال لأجل تحرير وطنها من قبضة المعتدين. تحكي أحداث الفيلم الذي أنتجته الجمعية الثقافية "فاطمة انسومر"، الواقع الذي تعيشه المرأةو آلامه ومرارته، إنّها حياة القيد والحرمان من أبسط الحقوق التي وهبها الله إياها بسبب طغيان الرجل.. وبمشاهد من عالم الخيال تعود بطلات الأمس والشهيدات الجزائريات من بعيد لفكّ هذا القيد، وتقود قافلة تلك البطلات فاطمة انسومر ثم ذهبية وتنهينان، وهكذا تتّحد النساء لاسترجاع ما أخذ منهن بالقوّة كما فعلن قبلها مع المستعمر. لم يخرج بوداود عن إطار الحديث عن المرأة، خاصة القبائلية، حيث تناول فيلمه الأوّل نفس الموضوع تماما، وكانت بطلته "دودوش" التي عانت من قهر والدتها ومن قهر العادات والتقاليد، حيث عملت والدتها على تزويجها وبأيّ ثمن من ابن عمّها في القرية وذلك ضمانا لميراث العائلة وكي لا تغادر العائلة والمنطقة، لكن شاءت الأقدار أن تتوفى الأم وتجد الابنة نفسها في محيط لا تعرفه وهي التي نشأت في الغربة، إلى أن تتمكّن من الخلاص بفضل إحدى صديقاتها. وفي الأخير أكّد المخرج أنّ فيلمه الجديد سيكون هديته للمرأة الجزائرية في عيدها العالمي.