عرف المعرض الوطني الثاني لتربية طيور الزينة في الجزائر، والذي اختتم أول أمس، إقبالا واهتماما كبيرين من طرف هواة تربية الطيور. كما استقطب اهتمام الزوار المولعين بهذا المجال، خاصة بعد تنظيم البطولة الوطنية الأولى لطيور الزينة من طرف جمعية ترقية تربية الطيور في الجزائر العاصمة، وهو ما وقفت عليه "واج" خلال تجولها في أجنحة المعرض الذي احتضنه المركز الثقافي "هارون رشيد" بوادي قريش بالجزائر. عبر رشدي بن عبد الله المكلف بتنظيم المعرض في الجمعية، عن انبهاره بحجم إقبال هواة الطيور، حيث قال "شخصيا فرحت بردة فعل الزائرين الذين لم يتوقعوا أن هناك نشاطا لتربية طيور الزينة بهذا الحجم في الجزائر"، مشيرا إلى تخصيص مكتب خاص يضم مربين محترفين بهدف تقديم إرشادات ونصائح للزائرين الذي يطرحون انشغالاتهم وتساؤلاتهم حول تربية الطيور. أكد خالد العودية، عضو في الجمعية من ولاية تيزي وزو، أن المعرض جمع بين كل أطياف المجتمع، والأمر المميز؛ حضور كافة فئات المجتمع من الطبيب إلى العامل البسيط، الرجال والنساء، الكبار والصغار ممن أبدوا اهتماما كبيرا بطيور الزينة، وهو ما يدفع حسبه إلى المزيد. مشيرا إلى أن التقاء كل هؤلاء المربين سابقة من نوعها ونتيجة عمل دام 12 سنة". شهدت الطبعة الثانية لهذا المعرض مشاركة 131 عارضا، مع دخول 875 عصفورا منحدرا من خمسة أصناف في مسابقات البطولة الوطنية الأولى لطيور الزينة، وجميع المشاركين في هذا المعرض منخرطون، حسب محدثنا، "في جمعيتنا وجاؤوا من مختلف ولايات الوطن". من مجرد معرض إلى تنظيم أول بطولة وطنية تزايُدُ الإقبال وعدد الطيور المشاركة في هذا المعرض الثاني مقارنة بالسنة الفارطة، دفعنا يقول بن عبد الله رشدي، المكلف بالتنظيم إلى "تجاوز مرحلة العرض، وتنظيم المسابقة بإطلاق أول بطولة وطنية لطيور الزينة"، ونحن، يردف، "سعداء بالتفاعل الذي حققته". ركز المنظمون على استضافة حكام دوليين معتمدين من طرف الهيئة العالمية لعلم الطيور، وكذا اللجنة الفرنسية للحكام، إلى جانب إعطاء مصداقية واحترافية للبطولة التي تضمنت خمس فئات هي؛ "الكناري ذو اللو"، "الكناري ذو شكل الطيور الاستوائية ذات المنقار المستقيم" و«الطيور الاستوائية ذات المنقار الأعوج، كالببغاء، والطيور الأوروبية كالحسون". حسب بن عبد الله، عرفت البطولة تتويج 180 طائرا من أصل ال875، وهو أمر محفز "لأننا انطلقنا على أسس صحيحة باللجوء إلى حكام دوليين يعتمدون على القانون العالمي لمواصفات الطيور، بالتالي نحن نملك 180 بطلا ذو مستوى عالمي". اتحادية لترقية تربية طيور الزينة تهدف جمعية "تربية ترقية طيور الزينة" إلى تكوين اتحادية جزائرية لطيور الزينة، من أجل الانخراط مستقبلا ضمن الاتحاد الدولي للتخصص والمحافظة على هذه الأنواع، وتوعية الهواة بطرق العناية بها، والمشاركة في المحافل الدولية، حيث تعمل على تربية الطيور حسب المقاييس العالمية، وحتى يصبح هناك خزان يسمح بدخول البطولات العالمية بقوة عقب سنوات قليلة، حسبما أشار إليه رشدي بن عبد الله، الذي يعد أيضا تلميذا حكما، وهو ويواصل دراساته في علم الطيور بتونس. خلال تفقدها لمختلف أروقة المعرض، التقت (واج) بمحمد وعبد الوهاب اللذان قدما من بلدية جسر قسنطينة، الجزائر العاصمة، لزيارة المعرض والاطلاع على عالم طيور الزينة، وعن انطباعاتهما قالا "نحن من هواة تربية الطيور في المنزل، وهذه أول مرة نحضر فيها مثل هذا المعرض الذي أعجبنا به واكتشفنا من خلاله أنواعا عديدة من الطيور التي كنا نجهلها، فنحن نربي في منازلنا طائر الحسون والكناري فقط". تابع الزائران حديثهما "التقينا بأشخاص يملكون معلومات كبيرة في هذا المجال، واستفدنا من إرشاداتهم، ونتمنى أن يتطور هذا المعرض في مساحة أوسع للاستفادة أكثر، وإضافة فئة طيور الغناء في البطولة الوطنية". لا يمكن تنظيم معرض وبطولة لطيور الزينة دون حضور جانب الطب البيطري الذي كان ممثلا في مخبر "أنيماكسي"، حيث حدثنا الدكتور سنون درارية عن دورهم بالقول "هدفنا هو القيام بواق صحي حتى نتفادى إصابة باقي الطيور التي أتت من ولايات مختلفة بأمراض معدية، لكن الحمد لله وجدنا مربين ذوي خبرة ونحن نعمل على توعيتهم من الجانب الطبي ومساعدة الطيور على السير الحسن للمعرض"، مضيفا "نقدم مجموعة من الأدوية، على غرار مضاد التوتر، لأن الطائر يتعرض للتوتر، بالتالي الإسهال عندما يغير بيئته المعتادة".