عودتنا المصارعة صورايا حداد على النجاحات، لكن ما حققته في السنة المنقضية كان أروع و أجمل بانتزاعها ميدالية برونزية غالية في أهم حدث رياضي عالمي تمثل في اولمبياد بكين، لتكون أول جزائرية عربية تنال هذا الشرف منذ بداية الألعاب الاولمبية، وهو الإنجاز الذي جعل الإعلاميين العرب يرشحونها لتكون رياضية السنة دون منازع. و جدت صورايا المولودة في 30 سبتمبر 1984 بمدينة لقصر (بجاية) نفسها في عائلة تعشق الرياضات القتالية، فلم يكن غريبا على بطلتنا أن تقتفي آثار أخواتها في هذا التخصص الرياضي. بدأت ابنة مدينة "القصر" ممارسة رياضة الجيدو عام 1996 وعمرها أحد عشر ربيعا ثم التحقت بالفريق الوطني أواسط سنة 2002، حيث تحصلت على لقب البطولة الإفريقية والمرتبة التاسعة في بطولة العالم، وتألقت بامتياز في العام التالي حينما أحرزت أول ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية بأبوجا، وفازت بعدها بالمركز التاسع في البطولة العالمية ثم أضافت لقبين عربي وإفريقي سنة 2004. وفي عام 2005 حققت العديد من النتائج الجيدة، حيث نالت المركز الثالث في كأس العالم والبطولة الألمانية المفتوحة، وانتزعت الذهب في البطولة القارية التي أقيمت في بورت إليزابيث وميدالية من نفس المعدن في بطولة "تري توري" والألعاب المتوسطية التي احتضنتها مدينة ألميريا الإسبانية، وقبلها حلت تاسعة في اولمبياد أثينا 2004 في وزن 48 كلغ، تلتها برونزية وزن 48 كلغ في بطولة العالم التي أقيمت في القاهرة، وهي المنافسة التي تحولت الى وزن 52 كلغ. وفي السنة الموالية كان ظهور صورايا نادرا، إذ شاركت في بطولة واحدة هي دورة تونس الدولية حيث وصلت الى النهائي، قبل أن تعود في 2007 وتحقق العديد من الألقاب، نذكر منها المركز الثالث في بطولة "تروني" بمرسيليا الفرنسية، والمركز الثاني في كأس العالم بهامبورغ الألمانية والمركز الأول في بطولتي تونس الدولية و"تري توري"، والمرتبة الثالثة في الألعاب الإفريقية التي استضفتها الجزائر، والمرتبة السابعة في بطولة العالم بريو دي جانيرو البرازيلية. وفي موسم 2008 وقبل الموعد الاولمبي، تألقت حداد في مناسبات عديدة، حيث توجت باللقب القاري وحلت في المركز الثاني في بطولة كأس العالم في باريس والثالثة في بطولة كأس العالم في هامبورغ الألمانية. وكانت صورايا قد استعدت للمشاركة في الاولمبياد بمعسكر تدريبي في مدينة سيوول الكورية الجنوبية، وهي المحطة التي سمحت لها بدخول السباق بامتياز، حيث دخلت سفيرة الجيدو الجزائري، التاريخ الرياضي من بابه الواسع، عقب تتويجها ببرونزية وزن 52 كلغ، بعد الكورية الجنوبية ان كوم أي التي انهزمت في المباراة النهائية أمام الصينية جيان دونغ مي. وحققت صورايا ثلاثة انتصارات متتالية على كل من اللوكسمبورغية ماري مولر في الدور الأول، السينغالية هوترانس دييدهيو في الدور الثاني والكورية الجنوبية كيم كيونغوك في الدور الثالث، لكنها تعثرت أمام البطلة الاولمبية الصينية مي، قبل ان تتغلب على الكازاخستانية شولبان كليفا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع. و استقطبت برونزية صورايا حداد اهتمام الصحف العالمية التي نشرت صورتها على منصة التتويج.. وعلقت على هذا الانجاز قائلة:" لم يدم انتظار الجزائريين طويلا ليشاهدوا اسم البلد مدونا في لائحة البلدان المتوجة، حيث كان اليوم الثالث من ألعاب بكين شاهدا ومشهودا على ما قطعته المصارعة الجزائرية صورايا حداد على نفسها، وأهدت ميدالية للجزائر والعرب "، مضيفة:"لم يكن يهم لون الميدالية، بقدر ما كان التتويج في حد ذاته، خاصة بعد خيبة ألعاب أثينا التي لم تجن منها الجزائر سوى النكسات". ولا تنوي صورايا الوقوف عند هذا الإنجاز، بل ستواصل المشوار بعزيمة أكبر وطموحات مشروعة، مثلما أكدت ل "المساء" قبل سفرها إلى فرنسا لإجراء عملية جراحية على مستوى القدم، كانت ناجحة. مشيرة الى أنها ستركن إلى راحة إجبارية لا تقل عن شهر قبل ان تستأنف التدريبات استعدادا لتحديات جديدة، وكم هي كثيرة.