باشر العوفي سالم عمله كمدرب جديد لجمعية وهران، بإشرافه على حصة أول أمس، التي جرت بملعب "الحبيب بوعقل"، ولم يكن خافيا عليه تردي معنويات لاعبيه، بعد تعادلهم بميدانهم أمام شبيبة سكيكدة، والذي عقّد أكثر من مهمتهم في الإفلات من قاع الترتيب. استعجل العوفي ولوج أرضية الميدان والحديث إلى لاعبيه لاستنهاض هممهم لما هو آت، وكذلك للتعرف على ذهنية العناصر التي سيؤطرها في الجولات العشر المتبقية من بطولة المحترف الثاني؛ "أدرك جيدا أنني سأتعامل مع تشكيلة منهارة نفسيا ومحاطة بضغوط شديدة، ومن ثم سأركّز عملي على رفع معنويات اللاعبين، واستعادة روح المجموعة، حتى يُقبلوا على المقابلات المقبلة بروح جديدة، بنيّة تحصيل أكبر عدد ممكن من النقاط التي تسمح لجمعية وهران بتقوية حظوظها في البقاء". وأشار التقني الوهراني إلى أنّ عودته إلى جمعية وهران بغرض إنقاذ ما ينبغي إنقاذه، معترفا بأنّ تضييع نقاط ثمينة في الجولات الماضية خاصة داخل الديار، أضر كثيرا بالنادي الوهراني، وأن التعادل الأخير أمام شبيبة سكيكدة الذي كان بحجم الخسارة، زاد الطين بلة، حسبه، مضيفا: "لقد وسّع التعثر الأخير لجمعية وهران الفارق بينها وبين اتحاد الحراش منافسنا القادم، الذي ينبغي أن ننتقل إلى ملعبه بنيّة الفوز لا لتخفيف الأضرار إذا ما أراد فريقنا الحفاظ على زيّه في المحترف الثاني". وكان التقني الوهراني أقبل بسرعة على قيادة تدريبات المجموعة الوهرانية، حتى قبل أن يتفاوض في نقاط عقده الذي سيربطه بإدارة الفريق قادما من نادي أولمبي أرزيو الذي أقيل من عارضته الفنية، على خلفية تعادل الأولمبي بملعب متذيّل الترتيب اتحاد الرمشي، وهي النتيجة التي لم تعجب رئيس الفريق قرين عبد القادر ومن معه رغم احتفاظ أرزيو بصدارة بطولة قسم الهواة (غرب)، فقرروا من فورهم التخلي عن خدماته، وتعويضه بمساعده السابق في جمعية وهران مرين الحاج. ويُعد العوفي رابع مدرب تستهلكه جمعية وهران في أقل من ستة أشهر بعد كل من منير زغدود وجبور زكريا وسيد أحمد سليماني، وهو رقم يتكلم بنفسه عن أسباب معاناة ممثل حي "المدينة الجديدة"، بالإضافة إلى التخلي عن كوادر الفريق في "الميركاتو" الشتوي. وسيساعد العوفي في مهمته الانتحارية المدرب السابق لتشكيلة الرديف بلحاج عبد الغني، والمحضر البدني عبد الحكيم، وبسعود محمد الذي أبقت عليه الإدارة في منصبه مدربا لحراس المرمى. وأمام هذا الكم من المدربين الذين تعاقبوا على كرسي احتياط جمعية وهران وطبقا للقوانين المنصوص عليها والتي تقضي باستفادة كل فريق من إجازتين لمدرب رئيس في الموسم الواحد، فإن العوفي سيمارس مهامه برخصة مساعد مدرب. الأنصار والمصير النهائي في الحراش في المقابل، لازالت معاقل الأنصار تغلي بسبب دنوّ جمعية وهران من قسم الهواة، حيث يرى المحبون أنّ مأمورية فريقهم في ضمان بقائه، ستكون معقدة جدا إن لم تكن مستحيلة في الجولات القادمة؛ ذلك أنّ فشله أمام اتحاد الحراش الذي سيواجهه نهاية هذا الأسبوع، سيجعل مصيره في مهب الريح، رافضين أي تبريرات من قبل الجهاز الفني أو المسيرين حول التراجع الرهيب لنتائج الفريق في الفترة الأخيرة.