بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية لأسرة الفقيد عبد المالك قنايزية، الوزير المنتدب الأسبق لدى وزير الدفاع الوطني الذي وافته المنية أمس الإثنين، عن عمر ناهز 83 سنة، أكد من خلاها أن الجزائر "فقدت ابنا نذر حياته للذود عن حرية شعبه وسيادة وطنه". وكتب رئيس الجمهورية في برقيته: "نمى إليّ بعميق الحزن والأسى نبأ انتقال المغفور له بإذنه تعالى المجاهد عبد المالك قنايزية، تغمّده الله بألطاف رحمته واجتباه إلى جنات الخلد والنعيم"، معتبرا أن الجزائر فقدت فيه "ابنا نذر حياته للذود عن حرية شعبه وسيادة وطنه وكرامة شعبه، فخاض غمار الحرب ضد جحافل الاستعمار مع رفاقه، حيث تميز بصدق العزيمة وصفاء السريرة، وآثر بذل النفس والنفيس في سبيل تحرير وطنه على حياة الدعة والاستكانة لمحتل سلبه الوطن والعزّة والكرامة، وظل يقاتل بشجاعة وإقدام إلى أن دحر المستعمر ورفرفت أعلام الحرية والاستقلال على كافة ربوع الجزائر". وأضاف الرئيس بوتفليقة، "وكان للفقيد العزيز شوط آخر لا يقل جسامة عن رسالة التحرير في بناء أسس الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، والإسهام فيه الذي قضى في صفوفه عقودا من الزمن يعلي من صروحه دون كلل ولا ملل، فضلا عن تقلده مناصب سامية أخرى استمر فيها على عهده يخدم الجزائر بتجرد ووفاء، إلى أن أسلم الروح لبارئها". وخلص الرئيس بوتفليقة، إلى القول "وإذ أقف إلى جانبكم في هذه المحنة الأليمة، أعرب لكم عن خالص عزائي وصادق مواساتي، داعيا المولى تعالى أن يكرم وفادة الفقيد ويتغمّده برحمته الواسعة، ويدثره بثوب قشيب من الرضا والمغفرة، ويغدق عليه من أفضاله بما وعد به الشهداء والمجاهدين المخلصين، كما أسأله تعالى أن يهبكم جميل الصبر ويعوضكم فيه خيرا كثيرا، ويوفيكم على صبركم أجرا عظيما "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون". من جهته، بعث رئيس مجلس الامة، عبد القادر بن صالح، برقية تعزية إلى عائلة الوزير المنتدب السابق لدى وزير الدفاع الوطني ،اللواء عبد المالك قنايزية، أكد فيها أن الجزائر فقدت بوفاته ، "أحد أبنائها البررة"، الذين وهبوا حياتهم لخدمة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال. وقال السيد بن صالح في رسالته: "ببالغ الأسى تلقيت نبأ وفاة المرحوم عبد المالك قنايزية، وفي هذا المصاب الاليم الذي تفقد فيه الجزائر أحد أبنائها البررة الذين وهبوا حياتهم عبر سنوات طويلة أثناء الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، وبعد ذلك خلال مرحلة بناء الدولة المستقلة لخدمة الوطن". بدوره بعث وزير المجاهدين ، الطيب زيتوني برقية مماثلة إلى أسرة الفقيد ورفاقه في الجهاد أعرب فيها عن "اصدق التعازي وأخلص المواساة". كما أبرز في برقيته مختلف محطات المسار النضالي و المهني للمرحوم . للتذكير، فإن الوزير المنتدب السابق لدى وزير الدفاع الوطني اللواء عبد المالك قنايزية، الذي توفي أمس، شغل منصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال سنتي 1990 و1991، قبل أن يعين في 2005 وزيرا منتدبا لدى وزارة الدفاع الوطني إلى غاية 2013. والتحق المرحوم بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1958 وعمره لا يتجاوز 22 سنة برتبة ضابط ثم قائد وحدة. وبعد الاستقلال تولى الفقيد بعد تكوين بالاتحاد السوفياتي سابقا وفرنسا، عدة مناصب في صفوف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، ثم مديرا مركزيا للعتاد والتجهيزات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني. وبعد ترقيته سنة 1984 إلى رتبة عميد عين قائدا للقوات الجوية، قبل أن تتم ترقيته بعدها إلى رتبة لواء ويعين رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي. كما شغل الفقيد منصب سفير الجزائر بسويسرا. وقد قلّد قنايزية بعدة ميداليات من بينها ميدالية جيش التحرير الوطني والجيش الوطني الشعبي وكذا وسام الاستحقاق الوطني من مصف "الأثير". كما شارك المرحوم في الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1973، حيث كان قائدا لفرقة مدرعة وتم تكريمه من قبل الرئيس المصري آنذاك محمد أنور السادات.