يعيش مركز البريد المعروف ب»سان شارل» بمدينة وهران منذ يومين على وقع طوابير طويلة وازدحام أمام الشبابيك، لإيداع برقيات ملفات مضمونة بالبريد قصد الاكتتاب ضمن البرنامج الجديد للسكن العمومي التأجيري «أل أل بي» الذي لم يعلن عنه رسميا، في وقت أكّد مسؤولون بوهران أن الأمر لا يعدو أن يكون إشاعات تمّ الترويج لها على شبكات التواصل الاجتماعي بهدف خلق الفوضى والاحتيال على المواطنين. يشهد مركز البريد المعروف ب»سان شارل» بمدينة وهران طوابير طويلة تبدأ من الساعات الأولى للصباح لمواطنين قدموا من مختلف مناطق الولاية لإيداع ملفات الاكتتاب في الصيغة السكنية الجديدة والمعروفة بالسكن العمومي التأجيري «أل أل بي» التي كان وزير السكن قد أعلن عنها خلال زيارته الأخيرة للولاية، مؤكدا اختيار وهران كولاية نموذجية، وهو ما يكون قد دفع الموطنين للشروع في إرسال الملفات. وقامت «المساء»، أمس، بزيارة لمركز البريد الذي شهد طوابير كثيرة، حيث اصطف أكثر من 300 شخص لإرسال ملفات الرسائل المضمونة عبر البريد، والملاحظ أنّ تركيز المواطنين منصب على مكتب بريد «سان شارل» دون غيره من مكاتب البريد، وكشف جل المواطنين الذين التقيناهم بالمركز أنهم اطلعوا على المعلومات الخاصة ببدء الاكتتاب عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد نشر صور الطوابير واستقبال مركز البريد للملفات البريدية المضمونة مقابل دفع مبلغ 200 دج عن كل ملف مودع، حيث يضم الملف طلبا خطيا واستمارة ونسخة عن بطاقة التعريف وشهادة عائلية وصك بريدي مشطوب ترسل لرئيس الدائرة، كما كشف بعض المواطنين عن أنّ الطوابير تبدأ من الساعة الخامسة صباحا. الغريب في الأمر أنّ البعض استغل ذلك بعرض وثيقة خاصة بالعملية عبارة عن استمارة تباع بمبلغ 300 دج وتعدّ أساسية لاستكمال الملف المفترض للاكتتاب، كما ذهب البعض للمتاجرة أيضا في بطاقة البريد المضمون والمعروفة بتسمية «الورقة الوردية» بمبلغ وصل إلى500 دج، رغم أنّ البطاقة موجودة بمراكز البريد وتمنح للمواطنين بالمجان، الأمر الذي أكّد وجود أطراف تقف وراء ترويج الإشاعة بغرض الربح على حساب حاجة المواطنين للسكن، لاسيما وأنّ وزير السكن أكّد خلال زيارته لوهران أنّ الولاية اختيرت ولاية نموذجية للصيغة الجديدة للسكن العمومي التأجيري. وكشف مصدر مسؤول بالبريد في تصريح ل»المساء» عن أنّ مصالح البريد لم تتلق أيّ مراسلة بخصوص عملية الاكتتاب غير أنّ الإقبال الكبير للمواطنين دفع بمصالح مركز البريد لاستقبال المواطنين واستلام الملفات البريدية المضمونة، بالنظر لكون البريد المضمون من الخدمات التي تقدمها مراكز البريد كغيرها من الرسائل، حيث لا يمكن لمصالح البريد رفض ذلك، موضّحا أنّ مراكز البريد ملزمة بتقديم الخدمات، خاصة البريد المضمون الذي تحدّد أسعاره سلطة الضبط، في وقت عبّر فيه بعض الموظفين عن قلقهم من توسّع الخبر ما سيؤدي لتدفّق المزيد من المواطنين لإرسال الملفات بالبريد المضمون، خاصة أنّ التركيز يقع على مركز بريد واحد دون غيره من مراكز البريد واستقبل في يومين أكثر من 1000 شخص قاموا بإرسال الملفات. من جانبه، أكّد رئيس مصلحة بديوان الترقية والتسيير العقاري «أوبيجي» أنّ ما شهده مركز البريد غير مفهوم والصيغة الجديدة للسكن لم تدخل حيز الاكتتاب بعد، كما أنّ الوزارة لم تعلن عبر موقعها ولم تصدر أيّ بيان بهذا الخصوص، فضلا عن عدم إعلان الديوان عن أيّ معلومة بخصوص العملية ما يؤكّد وجود أطراف روّجت للإشاعة ولمعلومة كاذب لدفع المواطنين لإرسال الملفات عبر البريد وفي مركز واحد، كما أكّد مسؤول آخر أنّ تحقيقا سيتم فتحه في القضية للوقوف على خلفياتها، بعد مراسلة الوالي. من جانبه، أكّد رئيس دائرة وهران مراد رحموني في تصريح ل»المساء»، أمس، أنّ ما أثير حول بدء الاكتتاب بالصيغة السكنية الجديدة مجرد إشاعة وفي حال بدء الاكتتاب فإنّ الأمور ستتم وفق الإجراءات المعروفة من خلال إعلام المواطنين عبر صفحة الولاية والإذاعة المحلية ووسائل الإعلام، فضلا عن وضع برنامج زمني للعملية، وأوضح رئيس الدائرة أنّ أشخاصا قد يكونون وراء ترويج الإشاعات التي قال أنها ستكون محل متابعة. في انتظار حصتي الكرمة والسانيا ... توزيع 250 مسكنا اجتماعيا ببلدية طافراوي أشرف المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية وهران رفقة رئيس دائرة وادي تليلات والسلطات المحلية ببلدية طافراوي، عشية أول أمس، على توزيع مفاتيح 250 مسكن ضمن صيغة العمومي الإيجابي وهي العملية التي تمت في غياب والي وهران الموجود خارج التراب الوطني. وقد أكد المدير العام لديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية وهران بأن توزيع الحصة السكنية يدخل في إطار التزامات الوالي بمنح الحصة السكنية للمستفيدين خلال الشهر الجاري بعد أشهر من الكشف عن قوائم المستفيدين، مضيفا بأن الحصة تدخل ضمن الحصة الإجمالية الخاصة بولاية وهران والمقدرة ب6400 مسكن والتي تقرر توزيعها منذ شهر نوفمبر الماضي، حيث تم توزيع حصتي سيدي البشير ببلدية بئر الجير وسيدي بن يبقى، فيما سيتم خلال الأسابيع القادمة توزيع حصة700مسكن ببلدية السانيا وحصة أخرى مماثلة ببلدية الكرمة في انتظار توزيع حصة4000 مسكن والخاصة بسكان منطقة البلانتير ببلدية وهران.