استهل العراقيون العام الجديد بتفجيرات انتحارية خلفت مصرع العشرات من الأشخاص وإصابة العشرات الآخرين في وقت تسلمت فيه الحكومة العراقية المهام الأمنية في كامل العراق بعد انتهاء العهد الأممي في هذا البلد. فقد لقي 35 شخصا مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 65 آخرين معظمهم إيرانيين في تفجير انتحاري استهدف أمس ضريحا شيعيا بالعاصمة العراقية بغداد يعد الأعنف من نوعه منذ أشهر. وقال المتحدث باسم العمليات الأمنية في بغداد الجنرال قاسم عطا أن امرأة انتحارية كانت تحمل قنبلة فجرت حزامها الناسف بالقرب من مدخل ضريح الإمام موسى الكاظم سابع الأئمة الشيعيين بحي الكاظمية شمال العاصمة العراقية مما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى معظمهم إيرانيين ومن بينهم نساء وأطفال. وقد تمكنت الانتحارية من تفجير نفسها بالرغم من أن كل المداخل المؤدية إلى هذا الضريح كانت محاطة بطوق أمني مشدد تحسبا لحدوث أي طارئ في ظل استمرار توافد الحجاج الشيعة إلى هذا الضريح بمناسبة إحياء أول محرم وذكرى عاشوراء. وكثيرا ما تحولت الاحتفالات الشيعية في مثل هذه المناسبات الدينية منذ بدء الغزو الأمريكي في العراق شهر مارس 2003 إلى مآتم بعدما كانت تستهدف بتفجيرات انتحارية عنيفة خلفت سقوط المئآت بين قتلى وجرحى. وتأتي هذه العملية الانتحارية بعد تفجير انتحاري كان قد استهدف نهاية الأسبوع مجلسا للمصالحة نظمه أحد شيوخ العشائر في منطقة اليوسفيةجنوب العاصمة بغداد وخلف مصرع 23 شخصا وإصابة 42 آخرين معظمهم من المدعوين من شيوخ العشائر وأفراد الصحوات الذين حضروا المجلس. وتضع مثل هذه العمليات الانتحارية التي تستهدف الطوائف العرقية في العراق الحكومة العراقية أمام تحدي كبير وهي التي تسلمت المهام الأمنية في كامل العراق بحلول العام الجديد بعدما انتهى تفويض الأممالمتحدة الممنوح للقوات المتعددة الجنسيات في هذا البلد.