ستشارك الجزائر في المعرض الدولي لسرقسطة بإسبانيا الذي سيقام ما بين 14 جوان و14 سبتمبر2008 بجناح مساحته 750 مترا مربعا يتم فيه عرض مختلف الجوانب التي تطبع من جهة البعد الحضاري والتاريخي للجزائر، ومن جهة أخرى التطور الذي عرفته في السنوات الأخيرة بفضل البرامج التنموية· وبدأ التحضير للمشاركة الجزائرية في هذه التظاهرة العالمية منذ عام ونصف على مستوى محافظة المعرض التي يرأسها الوزير الأسبق للسياحة محمد بن سالم الذي نشط أول أمس رفقة المحافظ العام للمعرض الاسباني ايميليو فيرنانديز كاستانو بإقامة الميثاق في الجزائر ندوة صحفية للحديث عن المعرض الذي ينظم هذه السنة حول موضوع "الماء والتنمية المستدامة"· وحسب السيد بن سالم، فإن الجزائر ستعرض بالمناسبة مختلف المشاريع الهامة التي شرعت في تجسيدها بقطاع الموارد المائية خاصا بالذكر مشروع تحويل المياه من عين صالح إلى تمنراست الذي شدد على أهميته معتبرا أنه لايعني فقط نقل الماء من مكان إلى آخر ولكن انجازه سيعني "بعث الحياة" في كل مكان يمر به التحويل· فضلا عن ذلك فإن الجزائر ستعرض تجربتها في مجال تحلية مياه البحر وكذا التحويلات بين السدود، إضافة إلى مخطط الموارد المائية لآفاق 2025· وسيضم الجناح الجزائري في سرقسطة عروضا سمعية بصرية مستمرة حول تاريخ البلاد ومسار تطوره وثقافته ومواقعه الأثرية···ومن المقرر أن تقام أسابيع مخصصة لمواضيع مختلفة وكذا معارض، كما سيشارك الوفد الجزائري في الندوات والنقاشات التي ستميز "منبر الماء" الذي سينظم على الهامش· ويراهن منظمو المشاركة الجزائرية في هذا المعرض الدولي على ترسيخ صورة الجزائر كبلد "له تاريخ يمتد لآلاف السنين، وبلد قارة بثرواته الحضارية، وفي الوقت نفسه بلد يدير وجهه إلى التطور والعصرنة···بلد استطاع مواجهة مشاكله والتحديات التي فرضت عليه، بلد ضمن مصالحته الوطنية وملتزم تمام الالتزام ببرنامج اقتصادي واجتماعي هو الأهم في تاريخه المعاصر"· للإشارة وكما تقتضيه قواعد العمل على مستوى المكتب الدولي للمعارض المشرف على تنظيم هذه التظاهرة، قامت الجزائر بتنصيب محافظة للمعارض وعلى رأسها الوزير الأسبق للسياحة الذي كان قد قد اشرف على ملف تحضير المشاركة الجزائرية في معارض لشبونة في 1998 وهانوفر في 2000 وايشي في 2005 · وفي السياق تم تنصيب لجنة وطنية مرافقة للمحافظة تضم ممثلي الدوائر الوزارية والهيئات المعنية بصفة مباشرة بموضوع معرض سرقسطة· يضاف إليها مجموعات عمل مختصة ومجلس علمي· كل هؤلاء يواصلون عملهم للتحضير الجيد للمشاركة الجزائرية وتم عقد مئات الاجتماعات في 2007، كما تنقل أعضاء اللجنة إلى بعض المواقع كمحطة تحلية المياه بارزيو والحظيرة الوطنية للقالة ومحطة التطهير بالعاصمة··· يذكر أن أول مشاركة للجزائر في معرض دولي كانت سنة 1967 في مونتريال الكندية ثم في 1970 حيث شاركت الجزائر في معرض اوساكا اليابانية· وكان يجب انتظار 22 سنة لتشارك الجزائر مجددا في مثل هذه التظاهرة وكان ذلك سنة 1992 في اشبيلية الاسبانية، لتتوالى بعدها المشاركات في المعارض المنظمة لاسيما بعد الانضمام إلى المكتب الدولي للمعارض في 1997 · وكان الحضور الجزائري في معرض لشبونة بالبرتغال سنة 1998 مميزا إذ زار الجناح الجزائري أكثر من مليون شخص ليحتل مرتبة ضمن أحسن 15 بلدا مشاركا في المعرض· ولعل هذا النجاح وراء التأكيد المبكر للسلطات الجزائرية لمشاركتها في معرض سرقسطة العام المقبل ومعرض شنغهاي الذي سينظم سنة 2010· وهنأ السيد كاستانو الذي شغل منصب سفير اسبانيابالجزائر ما بين 2001 و2004 المحافظة الجزائرية على ما وصفه ب"العمل الممتاز" الذي تقوم به تحضيرا للمعرض وأشار إلى أن يوم الجزائر سيقام في الخامس جويلية تزامنا مع الاحتفال بعيد الاستقلال· ويشارك في المعرض الدولي لسرقسطة 100 مشارك بين حكومات ومنظمات غير حكومية وشركات عالمية يهمها موضوع الموارد المائية الذي أصبح يشكل إحدى الاهتمامات البيئية والتنموية الكبيرة على المستوى العالمي· ويسعى المعرض إلى التحسيس بأهمية هذا المورد وكذا بتطوير "ثقافة مشتركة لتسيير والحفاظ على الموارد المائية على كل المستويات"·وتقرر أن يتم تسيير موقع العرض وتجهيزه بمواد تحافظ على البيئة في محاولة من منظمي المعرض للتأكيد على ان المحافظة على المحيط ممكن في أي عملية تنموية·