* email * facebook * twitter * google+ تعد الطفولة أهم مرحلة في حياة الإنسان، باعتبارها تشكل ثلث حياته، وتعتبر هذه المرحلة حاسمة، حيث يتعلم فيها الصغير اللغة والمهارات وأمور كثيرة مختلفة، ولكل عائلة خيارها حيال المكان الذي سيحتضن الطفل قبل التمدرس، والذي يجد فيه الأنس، خاصة إذا كانت الأم عاملة. إلى جانب تعلم أشياء كان الطفل يجهلها، على غرار الكتابة والقراءة وتعلم الرسم والأشكال التي تضمنها الروضة، أو قراءة القرآن الكريم وتعلمه في المدارس القرآنية والمساجد. ولمعرفة خيارات العائلات، طرحت "المساء" السؤال التالي على الآباء والأمهات؛ أي الخيارين تفضلون بين الروضة والمسجد والأسباب التي تدفعكم إلى هذا الاختيار؟ اختلفت إجابات الآباء حيال الخيارات، فهناك من يجد أن الروضة تكفل للطفل أفضل طرق التعلم، لما تحتويه من برنامج مكثفة في اللغات الأجنبية، على غرار الفرنسية والإنجليزية، إلى جانب تعلم القراءة، الكتابة، الإملاء، الرياضيات وألعاب الذكاء، إذ أشارت السيدة أم مريم قائلة "لدي طفلتان؛ الأولى تبلغ من العمر سبع سنوات، استفادت من مزايا الروضة قبل دخولها المدرسة، حيث التحقت بها منذ كان سنها عامين، نفس الشيء أقوم به الآن مع ابنتي الصغرى ذات الثلاث سنوات، إذ أصطحبها يوميا إلى الروضة من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى الرابعة أو أكثر مساء، وفي نفس الوقت أتوجه لقضاء أعمالي الخاصة مطمئنة البال، لأنها بين أياد آمنة، وفي مكان نظيف لا ينقصها أي شيء، من حيث التعلم واللعب والأكل والشرب والراحة أيضا، باعتبار أن القيلولة ضرورية للصغار". في نفس السياق، صرحت السيدة زهرة أنها تفضل الروضة، لأنها عاملة ووقتها محدد، إذ لا يمكنها مخالفة مواقيت العمل، تقول"أنا عاملة في مؤسسة خاصة مواقيتها محددة من الثامنة والنصف إلى حدود الرابعة، وفي بعض الأحيان أتأخر أكثر، أضف إلى ذلك مكان عملي بعيد نوعا ما عن مقر سكني، لا يسعني الذهاب والرجوع، لذا أصطحب ابني معي وأتركه في الروضة وأنا مطمئنة، فرغم غلاء تكاليفها، إلا أنها توفر لي جهدا كبيرا". قراءة القرآن تجدد الخلايا وتفتق الذاكرة من جهة أخرى، هناك أولياء يفضلون المدارس القرآنية، خاصة بالنسبة للسيدات الماكثات في البيت، لما لها من مزايا عديدة في مساعدة الأطفال على الفهم والحفظ، حسبما أكده الأولياء، يقول السيد سليم "صراحة، أعتبر المدرسة القرآنية المكان المناسب لولدي، لأنه يتماشى مع أعرافنا وقيمنا وثقافتنا، حيث يكتسب قيما ومبادئ تساعده في حياته مستقبلا، خاصة أنه يتعلم آيات قرآنية تفتح ذاكرته وعقله وتساعد على نمو خلايا المخ وتفتق الذكاء. شخصيا، استفدت من التعلم في مدرسة قرآنية وكانت نتائجها رائعة عليّ وفي حياتي، لهذا أريد أن يستفيد ابني أيضا من مزاياها". تنقلنا إلى إحدى الروضات الخاصة للاستفسار عن البرنامج الدراسي المسطر للصغار، فكان أول ما لفت انتباهنا؛ السعر الخيالي المقدر ب 16000 دج للشهر الواحد، مع ضمان إطعام الصغير الذي يتضمن وجبتين فقط؛ فطور الصباح والغداء، أما فيما يخص البرنامج، فهو مكثف ومتنوع، يتضمن الرسم والأشغال اليدوية بالأوراق أو العجينة، ثم قراءة بعض الروايات باللغة الفرنسية والعربية حول الحيوانات والبشر وغيرها، إلى جانب تعلم الرياضيات عن طريق الحساب بالقريصات والخشيبات واستعمال بعض الأجهزة الإلكترونية واللعب في الفناء، مع النوم وقت القيلولة ومشاهدة الرسوم المتحركة، بالإضافة إلى العمل طيلة العطلة الموسمية والصيفية. أما بالنسبة للمدارس القرآنية فبرامجها محددة، تنطلق من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى غاية الحادية عشر والنصف، دون إطعام الصغار، إذ يعتبر إحضار اللمجة ضروري، ويتراوح سعر الدراسة فيها بين 2000 دج إلى 2500 دج للشهر الواحد، مع العلم أن عطلتها تتطابق مع المدارس العمومية، أي خمسة عشر يوما في كل عطلة موسمية، وفي فترة الصيف لا تعمل، ويتميز برنامجها اليومي بالافتتاح بآية قرآنية صغيرة، ثم تعلم الحروف والأعداد وربط الكلمات ببعضها البعض لتكوين جملة مفيدة، وفي الأخير يروي المدرس أو المعلمة قصة أو حديثا نبويا".