* email * facebook * twitter * linkedin اتهم فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المشير خليفة حفتر، بارتكاب «جرائم حرب» وجرائم «ضد الإنسانية» بعد إقدام وحداته على قصف أحياء سكنية في العاصمة طرابلس بقذائف صاروخية خلفت مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص. وسارعت قيادة الجيش الوطني الليبي الذي يقوده خليفة حفتر، إلى نفي قصف وحداته لأحياء سكنية في عاصمة البلاد، وحمّل مسؤوليتها على من أسماها بالمليشيات الإرهابية التي تفرض سيطرتها على طرابلس. وقام السراج، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، بزيارة إلى حيي أبو سليم والانتصار اللذين تعرضا لعمليات قصف، حيث لفظت سيدتان وشخص ثالث أنفاسهم بينما أصيب 11 شخصا بجروح متفاوتة، ووقف على حجم الأضرار التي خلفتها عمليات القصف، حيث وصف غريمه السياسي ب»مجرم حرب»، متوعدا بتسليم كل الوثائق الخاصة بهذه الهجمات إلى محكمة الجنايات الدولية. واستغل رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية هذه التطورات ليوجه نداء باتجاه الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي لاعتقال خليفة حفتر ومحاكمته جراء أفعاله. وكانت المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية فاتو بن سودة، أكدت أول أمس، أنها لن تتردد في توسيع التحقيقات الجنائية في ليبيا للتأكد من حقيقة اقتراف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية فيها على خلفية الاتهامات المتبادلة بين طرفي الحرب في هذا البلد. وقال غسان سلامة، رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، إن العاصمة طرابلس شهدت «ليلة مروعة» في أعقاب القصف الصاروخي العشوائي الذي تعرضت له أحياء سكنية في العاصمة الليبية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، وأضاف أنه «من أجل الملايين الثلاثة من المدنيين القاطنين في مدينة طرابلس الكبرى يجب أن تتوقف هذه الهجمات الآن». وفي وقت يتواصل فيه سقوط قتلى في صفوف الجانبين المتحاربين وفي أوساط السكان المدنيين لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن الدولي، من تجاوز خلافاتهم من أجل تحديد المسؤوليات حول ما يجري في هذا البلد، وإلزام الجانبين المتحاربين بوقف فوري لإطلاق النار. فقد فشلت بريطانيا ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، في إقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، والحصول على إجماع بينها حول مشروع لائحة دعت من خلالها قوات حكومة الوفاق وقوات خليفة حفتر، إلى وقف إطلاق النار بينهما وفتح أروقة إغاثة لتسهيل إيصال المساعدات للسكان المحاصرين في العاصمة طرابلس. ولم يمنع ذلك نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الايطالي، ماتيو سالفيني، أمس، من التأكيد أن حكومة بلاده «تعمل ليل نهار» مع الحلفاء الغربيين وأطراف أخرى لم يسمها من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا بقناعة أن الحرب لا تحل المشاكل. وأضاف سالفيني، إنه واثق من أن الحكمة والتعقل ستتغلب في النهاية لإنهاء الحرب في ليبيا، وإن الهجمات التي شنها خليفة حفتر، على العاصمة طرابلس في طريقها إلى النهاية.