* email * facebook * twitter * linkedin تعكف المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، على إنجاز شريط وثائقي حول "المملكة النوميدية"، يتم من خلاله تسليط الضوء على المعالم والتراث غير المادي الخاص بتلك الحقبة التاريخية، حسبما علم أول أمس الأحد، بعين تموشنت، لدى المخرجة حنان بورايو. أبرزت بورايو عن مديرية إنتاج البرامج في التلفزيون الجزائري، على هامش تصوير جزء من هذا العمل في ولاية عين تموشنت، أن "هذا الشريط الوثائقي الذي يدوم 60 دقيقة، يستعرض الفترة النوميدية، من خلال تجسيد أهم الأحداث التي عايشتها المملكة النوميدية الشرقية، تحت قيادة ماسينسا والمملكة النوميدية الغربية، تحت سلطة الملك سيفاكس". يأتي هذا العمل الوثائقي، الذي يدخل مرحلته الأخيرة في التصوير، تقول المخرجة، "بعد عصارة بحث دامت لنحو خمس سنوات، ركزت على الجوانب المخفية في الحضارة النوميدية، ولم يقتصر فقط على مملكتي سيرتا وسيقا، بل يتعمق إلى ظروف نشأة هاتين المملكتين، كما اعتمد أيضا هذا العمل التلفزيوني، إضافة إلى الأبحاث الجزائرية، على مصادر أخرى بروما وأثينا، خصوصا أن التراث المكتوب الخاص بتلك الحقبة أرخ له الإغريق والرومان". شمل التصوير الخاص بولاية عين تموشنت، كافة المواقع التي تؤرخ للمملكة النوميدية الغربية، منها جزيرة رشقون وموقع سيقا الأثري، حيث أوضحت السيدة بورايو أن المنطقة شاهدة على حضارتين تعايشتا في نفس الوقت، جمعت بين البونيقية والنوميدية التي كانت بينهما علاقات متعددة، خصوصا في المجالات التجارية والثقافية. تعد جزيرة رشقون أهم موقع عثر به على التراث الأثري الذي يعود إلى الفترة البونيقية، فيما يمثل موقع سيقا الأثري عاصمة مملكة نوميديا الغربية. وشمل أيضا التصوير موقع الضريح الملكي سيفاكس، الذي يبرز مؤشرات مهمة خاصة بتلك الفترة، متعلقة أساسا بالنمط المعماري والمعتقدات وغيرها. يندرج هذا الشريط الوثائقي الذي يجسد بإخراج مزدوج لكل من حنان بورايو وشفيقة جبالي، عن مديرية إنتاج البرامج للتلفزيون الجزائري ضمن سلسلة الأعمال الوثائقية، التي تسلط الضوء على تاريخ الجزائر القديم، ومن المرتقب أن يكون هذا العمل جاهزا قبل نهاية السنة الجارية، كعمل تلفزيوني يأتي في إطار إحياء الذاكرة الوطنية وتثمين الهوية الجزائرية، مثلما أشير إليه. سبق للمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري أن أنجزت شريطا وثائقيا حول حضارة ما قبل التاريخ، استعرض جوانب مهمة عن الحضارة العاترية والقفصية وبوادر الوجود البشري في الجزائر عبر موقعي عين الحنش بسطيف، الذي يعود إلى أزيد من مليوني سنة، وموقع تيغنيف بولاية معسكر. كما تطرقت هذه الأعمال لمختلف مراحل الحياة البشرية في الجزائر، بداية من الحضارة الصخرية التي كانت تعتمد على رسوم ونقوش حجرية وأدوات مصنوعة من الصخور، وصولا إلى حضارات شيدت مدنا ومماليك كانت تضاهي أقوى الحضارات في حوض البحر المتوسط، حسبما ذكرته نفس المتحدثة.