* email * facebook * twitter * linkedin وصل الوزير الأول نور الدين بدوي، أمس، إلى مدينة يوكوهامااليابانية للمشاركة في أشغال مؤتمر طوكيو حول التنمية في إفريقيا "تيكاد7" المقرر من 28 إلى 30 أوت الجاري، وذلك بصفته ممثلا لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح، و يرافق الوزير الأول، في هذه الندوة التي تنعقد تحت شعار "إفريقيا ويوكوهاما يتقاسمان التطلع إلى المستقبل" وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم. وتشكل هذه الندوة مناسبة متجددة لليابان وإفريقيا لمناقشة مسائل التنمية في القارة وسبل دعم التعاون بين الجانبين نحو بناء مستقبل أفضل في كافة المجالات، مع العمل على النهوض بالتنمية في إفريقيا من خلال إشراك العنصر البشري وكذا اعتماد التكنولوجيا والابتكار، فضلا عن تعزيز مكانة القارة وإبراز قدراتها التنموية. كما يشارك في الندوة أزيد من 4500 مشارك يتقدمهم رؤساء دول وحكومات وممثلون عن المجتمعات المدنية والمنظمات الإقليمية والدولية وأخرى غير حكومية، حيث سيعكف المشاركون أيضا على تقييم مدى تنفيذ قرارات الندوة السادسة التي احتضنتها نيروبي (كينيا)، لاسيما ما تعلق بالتزام اليابان بتعزيز استثماراتها في القارة الإفريقية وذلك بتخصيص غلاف مالي يقارب 30 مليار دولار خلال الفترة الممتدة ما بين 2016 و2019 والتي تصب في إطار تطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية. وتحضيرا لموعد يوكوهاما، نظمت العديد من اللقاءات من بينها الاجتماع الذي نظمه الاتحاد الإفريقي في غضون شهر جوان المنصرم، بالشراكة مع حكومة اليابان حيث ضم كبار المسؤولين من الطرفين. وقد بحث هذا الاجتماع تقييم الركائز الأساسية لمشروع إعلان (تيكاد7) والمعنية بمواضيع تتعلق بتعزيز السلم والاستقرار والتنمية المستدامة في إفريقيا، وذلك في إطار المجهودات الثنائية بين اليابان والدول الإفريقية بغية تسريع التحول الاقتصادي. وفي هذا الصدد فإن مضمون الوثيقة التمهيدية لمشروع خطة تيكاد7 التي تمت مناقشتها خلال أشغال هذا الاجتماع، يركز على تعزيز التنوع الاقتصادي والتصنيع وضمان شفافية الديون والقدرة على تحملها وكذا تقوية روابط وآليات التكامل من خلال دعم البنى التحتية ذات الجودة، ودعم تنمية الرأسمال البشري وتسخير العلم والتكنولوجيا في الابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تسريع التغطية الصحية الشاملة في إفريقيا وتحسين التغذية. كما يتصدر موضوع السلم والاستقرار مقدمة أولويات مشروع خطة عمل يوكوهاما، باعتباره شرطا أساسيا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال دعم جهود الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والهيئات الدولية الأخرى وتشجيع التنفيذ الفعال لاتفاقيات السلام. من جهة أخرى فإن الجزائر التي شاركت في مختلف طبعات ندوة طوكيو لتنمية إفريقيا، تعد شريكا أساسيا في المشاورات الرامية إلى إحلال السلم في القارة وضمان تنميتها انطلاقا من وزنها ومكانتها، وكذا بالنظر للقدرات التي تزخر بها في العديد من المجالات. وفي هذا الإطار ما فتئت الجزائر ترافع خلال مشاركتها في مختلف الندوات الإقليمية والدولية على حاجة إفريقيا إلى دعم اليابان ومرافقتها في مختلف الجهود التنموية، خاصة من خلال تمويل وانجاز مشاريع وطنية وإقليمية. وفي هذا الشأن، أكدت الجزائر بمناسبة تيكاد 6 أن إفريقيا من خلال آلية النيباد (الشراكة الجديدة للتنمية في إفريقيا) وأجندة 2063، تكون قد تزودت بخارطة طريق من اجل ضمان تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة كطرف في التحولات الكبرى التي يعرفها العالم، مبرزة أن اليابان التي تعد شريكا، مفضلا لإفريقيا بإمكانها مرافقة القارة في تجسيد هذه الأهداف. وترى الجزائر أن إفريقيا تأمل في أن يؤخذ طموحها بعين الاعتبار لتصبح فضاء اقتصاديا من شأنه المساهمة في تطوير الاقتصاد العالمي. وبخصوص المسائل المرتبطة بالسلم ومكافحة الإرهاب، فقد أكدت الجزائر في مختلف المناسبات على ضرورة القيام بعمل تشاوري وتجنيد مكثف على المستويين الإقليمي والدولي للقضاء على هذه الظاهرة العابرة للحدود، من خلال اجتثاث جذورها وتجفيف مصادر تمويلها. للإشارة فإن ندوة تيكاد التي تنظم بمبادرة من حكومة اليابان مناصفة مع الأممالمتحدة وبرنامجها للتنمية ومفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك العالمي تعد فضاء دوليا للتشاور من أجل تنمية القارة الإفريقية. وتأتي الطبعة السابعة لهذه الندوة بعد ثلاث سنوات من انعقاد ندوة نيروبي سنة 2016، والتي كانت الأولى من نوعها التي تعقد بإفريقيا والأولى أيضا بعد إقرار نظام التناوب في احتضان الندوة بين إفريقيا واليابان التي احتضنت الطبعات الخمس الأولى (1993، 1998، 2003، 2008 و2013).