أكد المدير التنفيذي بالهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث السيد عبد الحق مكي، أمس، أن غزة التي تعرضت إلى حرب ابادة دامت قرابة شهر كانت بمثابة حقل لتجربة أسلحة جديدة امريكية الصنع، أسفرت عن مقتل أكثر من 410 طفل فلسطيني وجرح أكثر من 2200 آخر، اضافة الى مئات المصدومين الذين سيواجهون مخاطر صحية وبيئية. وأضاف المسؤول خلال ندوة صحفية بمنتدى المجاهد حول وضعية الأطفال في فلسطين بعد الحرب أن هذه الأخيرة التي شهدت استعمال أسلحة محظورة ومدمرة تضع نقطة استفهام كبيرة مفادها أين هي حقوق الأطفال؟ مشيرا الى أن المحرقة التي استهدفت غزة عرفت استخدام أكثر من 100 نوع من الأسلحة من طرف الكيان الصهيوني منها أسلحة جديدة تم تجريبها لتحقيق التصفية العرقية والتوسع في قطاع غزة. كما أوضح المصدر أن اسرائيل التي استهدفت 4 آلاف موقع في حربها العدوانية، استعملت مختلف الأسلحة الكيماوية والقنابل الذكية، قنابل الفوسفور الأبيض وقنابل أخرى ذات تركيز عال من اليورانيوم والكربون، متحدية بذلك كافة الاتفاقيات والبروتوكولات المتعلقة بحفظ حقوق المدنيين أثناء الحرب، حيث ينطوي الأمر على مخاطر الانعكاسات السلبية للأسلحة المحظورة التي تهدد بتسمم الهواء، انتشار السرطان والتشوهات الفيزيولوجية. وفي سياق متصل؛ أشار السيد عبد الحق مكي إلى أن 90? من جرحى غزة أصيبوا بشظايا قنابل الفوسفور الأبيض، التي تسببت في التهابات الرئة، الكبد، القلب اضافة الى تلويث الماء والهواء، معتبرا أن الأطفال الفئة الأكثر تضررا من هذا العدوان الهمجي اذ اخترقت من خلالها اسرائيل كافة الاتفاقيات الداعية الى إحترام حقوق الطفل واستهداف فرق الاسعاف وتهديم 8 مستشفيات و36 مركزا صحيا وكذا تدمير 60 مدرسة وقطع الكهرباء ومصادر الماء الشروب. وأدت الحرب على غزة تبعا للمصدر إلى حدوث صدمات نفسية لسكان غزة من ضمنهم 800 ألف طفل يعيشون جميعهم تحت تأثير مشاهد الأشلاء والدماء النازفة، وهو الأمر الذي يطرح مسألة التكفل النفسي بالأطفال ضحايا الصدمة النفسية لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، علما أن الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث التي قامت بإرسال فرقة من الأطباء النفسانيين الى غزة، أجرت مؤخرا دورة تكوينية حول التدخل السريع للتكفل بالمصدومين. من جهته أشار رئيس اتحاد الأطباء الفلسطينيين السيد علي شكشاك، الى أن الطاقم الطبي الفلسطيني كان يعمل 24 ساعة على 24 ساعة لمدة 23 يوما في ظل ظروف جد صعبة، حيث أن استهداف سيارات الاسعاف، انقطاع الكهرباء وعدم امكانية التزود بالوقود عوامل أثرت على عمليات الاسعاف والتطبيب، خاصة في ظل استنفاد المخزون الطبي. كما كشف رئيس اتحاد الأطباء الفلسطينيين أن احتياجات غزة في الوقت الراهن أكبر من حجم المساعدات التي تصل أرضا محاصرة، وذلك بغض النظر عن التكاليف الضخمة اللازمة لاعادة اعمار غزة مشيدا في هذا الاطار بمساعدات الدول العربية، وعلى رأسها الجزائر التي تعهدت كما جاء على لسان وزير التضامن الوطني بإرسال ألف كرسي متحرك لفائدة المعاقين بفلسطين. وخلص السيد شكشاك الى التأكيد على أن فلسطين ليست قضية مساعدات أو فتح معبر بل قضية شعب يريد تقرير مصيره لوضع حد لآلة الموت الاسرائيلي التي تضطهده منذ 1948 أمام مرأى العالم.