* email * facebook * twitter * linkedin تعرضت عدة بنايات قديمة خلال الأيام الأخيرة بحي سيدي الهواري القديم، لانهيارات جزئية، طالت الشرفات والسلالم والواجهات، مما أصبح يهدد حياة المارة والسكان المجاورين للبنايات القديمة، والذين لم يُبرمجوا ضمن عمليات الترحيل، في الوقت الذي لجأت السلطات المحلية بوهران، إلى تسييج المباني القديمة ومنع المرور بقربها، مع تنامي خطر الانهيارات الكاملة للمباني القديمة والشاغرة. مشاهد مرعبة انتشرت منذ أيام بطرق وشوارع حي سيدي الهواري في بلدية وهران، حيث أدت الأمطار التي تهاطلت مؤخرا، إلى انهيارات كبيرة في عدة مباني قديمة شاغرة، والواقعة بشوارع وطرق رئيسية، على غرار شارع خديم مصطفى الذي يعد أهم مسلك نحو منطقة الكورنيش الوهراني ووسط المدينة، والذي تعبره يوميا آلاف المركبات والشاحنات وحافلات النقل العمومي، حيث شهدت خلال الأسبوع المنصرم، عمارة سكنية مكونة من خمسة طوابق، انهيارات كبيرة طالت الأسقف الداخلية للبناية والواجهة التي تطل على الشارع، ما تسبب في سقوط صخور وردوم في الشارع. حسب مواطنين من الحي، فإن الوضع يزداد خطورة يوميا مع تواصل الأمطار ووجود الأطفال، ويوضح المواطنون أن البناية الكبيرة التي تم ترحيل سكانها منذ سنوات، لم يتم هدمها بالكامل ولا زالت تجاور بناية سكنية آهلة، إلى جانب وقوعها بالقرب من المكتبة البلدية، وهو ما يضاعف من حجم خطر الموت تحت الأنقاض، كما تجاور البناية مقر البنك الوطني الجزائري الذي يقصده يوميا مئات المواطنين، وأضاف سكان الحي أن مصالح البلدية لم تتدخل لهدم البناية، وقامت بوضع السياج الحديدي فقط أسفل العمارة، لمنع الاقتراب منها، تاركة الخطر قائما. كما شهدت بناية أخرى تقع في الشارع الموازي، انهيارا للشرفات التي تساقطت في الشارع الضيق، والذي يعد من المسالك الهامة بحي سيدي الهواري، حيث قامت مصالح البلدية بوضع السياج الحديدي، دون التدخل لهدم البناية. فيما يطالب سكان حي سيدي الهواري بتدخل عاجل لوالي وهران، عبد القادر جلاوي، قصد تكليف لجنة خاصة لمتابعة الوضع وهدم المباني القديمة، التي تم ترحيل سكانها. تفيد إحصائيات تحصلت "المساء" عليها، أن 44 بناية قديمة بحي سيدي الهواري، لا زالت موجودة، رغم ترحيل سكانها، حيث تعرضت في معظمها لانهيارات جزئية وانهيارات بالواجهات، دون أن يتم هدمها، رغم برمجتها من طرف السلطات المحلية التي قامت بإحصاء البنايات المفترض هدمها، وهوما يطرح التساؤل، حسب السكان، حول الإبقاء على المباني القديمة التي قد تقتل مواطنين في أية لحظة. كما شهدت خلال الأسابيع الماضية، عدة شوارع وأحياء بمنطقة سيدي الهواري، تواصل انهيارات البنايات القديمة، على غرار بناية لا زالت تعلو مركز البريد، وتمثل مشهدا مرعبا آخر لسكان الحي، بوجودها على مستوى أعلى منطقة سكنية بالحي، إلى جانب بناية أخرى منهارة بصفة شبه كاملة تجاور الملحقة البلدية، ويمر أسفلها يوميا أطفال المدارس وسكان الحي والمقبلون على الملحقة البلدية، التي تضم مصلحة البطاقات الرمادية. كما تشهد المنطقة العلوية للحي انهيارات مستمرة، غير أن المنطقة وبعد ترحيل كل سكانها، لم تعد تعرف إقبالا للمواطنين، مما يجعلها أقل خطورة، حسب السكان، غير أن ذلك لا يمنع من كونها خطرا على بعض الشباب ممن لا زالوا يلجأون للمباني القديمة المنهارة بغية السمر. من جانبه، كشف مصدر مسؤول من بلدية وهران، عن أن عملية إحصاء شاملة تم إطلاقها سابقا، ومست البنايات القديمة، بالتنسيق مع مصالح المراقبة التقنية للبنايات، التي حددت عدة مبان للهدم، غير أن الطبيعة العمرانية للحي منعت من التدخل لهدم المباني القديمة، نظرا لوجود عائلات لا زالت تقطن مبان مجاورة وعائلات أخرى من أصحاب الملكية التي رفضت الترحيل. موضحا أن طبيعة البناء في البنايات القديمة لحي سيدي الهواري، تمنع عملية الهدم بوجود بنايات أخرى مجاورة لها، كونها تترابط في طريقة بناء هندسية متلاصقة، عبر دعائم حديدية متراصة بينها، وهو ما يحول دون هدمها. بخصوص البناية الشاهقة التي تقع في أعلى الحي، والتي لا زالت تشكل مشهدا مرعبا، أكد المتحدث أن عملية هدمها تتطلب تقنيات خاصة بوجودها أعلى الحي وأسفل طريق شارع الحدائق، إذ قد يتسبب هدمها في انجراف الطريق ووقوع كارثة لا تحمد عقباه. وأكد المتحدث أن الملفات موجودة لدى السلطات المختصة، في انتظار إيجاد حلول لها.