استحسن الطلبة الجامعيون المقيمون في الأحياء الجامعية، الإجراء الذي اتخذته الدولة قصد تمكينهم من المشاركة في الاستحقاقات الرئاسية المقبلة، وذلك بتخصيص مكاتب اقتراع داخل الإقامات الجامعية لتقريبها من الطالب، وتخليصه من عناء الانتقال إلى مقرات سكناهم خارج العاصمة، خاصة بالولايات البعيدة. وذكر العديد من الطلبة الذين وجدناهم أمس، بجامعة الجزائر المركزية، أن الطالب الذي يعد من صفوة المجتمع يجب أن يدلي بصوته ويقول كلمته في الانتخابات الرئاسية، لأن العزوف عن ذلك وترك الأمور لا يفيد في شيء، ولا يعبر إلا عن سلبية الطالب، لكن بعض الطلبة ذكروا لنا أن نسبة منهم لا تهتم بذلك، كونها لا تملك الحس الحضري والبعد "المسؤولياتي" ولا تؤهلها قناعاتها المهلهلة لترك بصمات الفرد المثقف في الحياة العامة. ورحب ممن التقيناهم بفكرة تقريب الصناديق من الطالب، وإزاله هاجس التنقل والتفكير في الامتحانات التي تجري بعضها هذه الأيام، وقال أحد الطلبة بمعهد الأدب العربي أنه وزملاءه استحسنوا المبادرة، لأنه من حق أي مواطن أن يعطي بصوته على من يشاء، واستبعد محدثنا أن يعزف الطلبة عن المشاركة، طالما صارت العملية سهلة بالنسبة إليهم. ويطرح الطلبة مشكلة الوعي الطلابي الذي يتطلب أن يكون مرتفعاً، وفي هذا الإطار أشار محدثونا إلى أن فئة الطلبة ممن لا ينشغلون باهتمامات وطنهم ولا يتحركون خارج الإطار التعليمي، ثبت أنهم سلبيون وغير قادرين على مواجهة مصاعب الحياة، لا سيما بعد التخرج. وقال الطالب "عبد الوهاب بلفوضيل" اختصاص أدب عربي أن للتنشئة الأسرية والمدرسية للطالب ضلعاً في ذلك، فالمعلم أوالأستاذ يقول للطالب إن أراد أن يستفسر عن أمر له علاقة بالتوجهات السياسية- أنا لا علاقة لي بالسياسة، وكأنها من المحرمات، مما يستقر في أذهان الطلبة أن التحرك خارج الإطار التعليمي غير مرغوب فيه، وبرأي محدثنا فإن توعية المواطن - ومنه الطالب - للمساهمة في البناء الوطني وفي كل ما يهم المصلحة الوطنية أصبح من واجب المسؤولين المعنيين. واستغل الطلبة فرصة الحديث عن الاستحقاقات ومساهمة الطلبة للتذكير بوضعية الطالب الجامعي التعليمية والاجتماعية، التي لها علاقة مباشرة في حركية الطالب، وإخراجه من الشرنقة التي مافتئت تعرقله عن الاضطلاع بمهام يعول المجتمع عليه بشأنها.