جرت عملية الاقتراع بولايات الجنوب لانتخاب القاضي الأول للبلاد في أجواء يطبعها الهدوء والتنظيم المحكم، حيث أدلى المواطنون بولايات الأغواط وغرداية وتمنراست وإيليزي والوادي وورقلة منذ الساعات الأولى من فتح مكاتب الاقتراع بأصواتهم في مختلف المكاتب التي سخرتها المصالح الإدارية لذلك. وتبلغ الهيئة الناخبة على مستوى هذه الولايات أكثر من 980 ألف ناخب موزعين على 2.843 مكتب انتخاب من بينها 118 مكتب متنقل والتي يؤطرها 13 ألف عون إداري مع الإشارة إلى أن العملية الانتخابية تجرى بحضور ملاحظين دوليين وأعضاء اللجان السياسية البلدية لمراقبة الانتخابات الرئاسية وممثلي المترشحين الستة. وتجمع مختلف الانطباعات التي سجلت بعدد من مكاتب الاقتراع بهذه الولايات على أن عملية التصويت جرت في ظروف تنظيمية محكمة حيث يؤدي الناخبون واجبهم الوطني في أجواء من السكينة والطمأنينة. وأعرب عدد من الطلبة والطالبات بجامعة "قاصدي مرباح" بورقلة من القاطنين بالإقامات الجامعية عن ارتياحهم للإجراءات الجديدة التي اتخذتها السلطات العمومية من أجل تسهيل لهم عملية الاقتراع من خلال تقريب مكاتب التصويت من مقرات إقامتهم بالجامعة. وأدلى الطلبة الجامعيون بأصواتهم لاختيار رئيس جمهورية جديد للبلاد من بين المترشحين الستة على مستوى مدرستين ابتدائيتين بالحي السكني الجديد "حي النصر" بضاحية بامنديل القريب من الإقامتين الجامعتين للذكور والإناث في ظروف تنظيمية محكمة كما لوحظ بعين المكان. وأشار الطالب بن رتمية مختار الذي يدرس في قسم السنة الثانية أدب عربي بعد أداء واجبه الانتخابي ولأول مرة إلى أن هذه الانتخابات الرئاسية هي "أمل كل الجزائريين للاستمرار في التنمية وتحقيق مستقبل زاهر للبلاد"، معبرا عن "ارتياحه" للإجراء الجديد الذي قامت به السلطات العمومية من خلال تقريب مكاتب اقتراع من الطلبة الجامعيين المقيمين بالأحياء الجامعية والبعيدين من مقرات سكناهم مما حفز الكثيرين منهم على القيام بواجبهم الانتخابي والإدلاء بأصواتهم. ومن جهتها، ترى الطالبة لقوقي نصيرة من قسم السنة الثالثة أدب عربي أيضا أن الانتخابات الرئاسية تعد "مفتاحا لمواصلة إرساء دعائم السلم والمصالحة الوطنية بين أفراد الشعب الجزائري ليتمكن الجميع من العيش في كنف الطمأنينة والسلام". وعبرت المتحدثة عن أملها في "أن يعمل رئيس الجمهورية المقبل على تطوير قطاع التعليم العالي والتكفل بمزيد من انشغالات الطلبة سواء من الجانب البيداغوجي أومن ناحية الخدمات الاجتماعية". ومن جهته، يرى المجاهد الحاج أحمد هيلامي المدعو " سي طيفور" من ولاية الأغواط، أن هذه الانتخابات الرئاسية تكرس "الهدوء والسلم الذي تعيشه الجزائر منذ عشر سنوات". وينظر المتحدث إلى هذا الحدث الانتخابي على أنه بمثابة "الاستفتاء على تحمل المسؤولية ومواصلة نهج الشهداء والمجاهدين والوفاء لعهدهم وعدم التفريط في هذه الرسالة وعدم الرضوخ لإملاءات الغير والاستسلام للأطماع والمخططات الخارجية". وأشار سي طيفور أنه قام بحملة واسعة بين عشيرته "دوار أولاد سيدي يحي" وداخل عائلته الصغيرة ليحثهم على التوجه إلى الاقتراع "إيمانا منه بضرورة اختيار رئيس البلاد ومواصلة مسيرة التنمية التي يعرفها الوطن". للتذكير فإن السكان من البدو الرحل قد شرعوا منذ يوم الاثنين الفارط في أداء واجبهم الانتخابي على مستوى 118 مكتبا متنقلا سخرتها الجهات الإدارية المعنية في كل من ولايات تمنراست وإيليزي والأغواط وورقلة والوادي. (وأج)