* email * facebook * twitter * linkedin صوْت البرلمان التركي كان متوقعا لصالح لائحة تسمح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا؛ من أجل دعم حكومة الوفاق الوطني لمواجهة قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر. وتمت عملية التصويت في جلسة طارئة عقدها البرلمان التركي أول أمس، صادق على إثرها 325 نائبا لصالح قرار التدخل العسكري في ليبيا مقابل 184 نائبا رفضوا القرار الذي يمنح للجيش التركي إمكانية التدخل في هذا البلد المضطرب لمدة عام. وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي، إن تصويت النواب لصالح اللائحة "مرحلة هامة من أجل ضمان السلام والاستقرار في ليبيا، والدفاع عن مصالحنا في شمال إفريقيا والمتوسط". وأوضح فؤاد أوكتاي نائب الرئيس التركي من جانبه، أن جيش بلاده "مستعد"، لكنه أشار إلى أن طبيعة وحجم نشر القوات تحددها تطورات الوضع على الأرض. ويندرج هذا التصويت في إطار التقارب بين أنقرة وحكومة الوفاق الليبية، الذي ترجمه اتفاق التعاون العسكري والأمني الموقّع بين الرئيس أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج شهر نوفمبر الماضي، والذي كان أثار وقتها جدلا كبيرا. ويبقى معرفة ما إذا كان الرئيس التركي الذي تعود له في الأخير صلاحية تطبيق القرار من عدمه، سيقوم بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا أو سيعطي الدعم العسكري شكلا آخر، على غرار إرسال "مستشارين". ومهما كان شكل التدخل العسكري فإن اتخاذ تركيا مثل هذا القرار حتى وإن بررته أنقرة بأنه استجابة لطلب حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا، فمن شأنه تعقيد أزمة هي في الأصل معقدة في بلد لم يعرف طعم الاستقرار والأمن منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي عام 2011، ضمن ما سمي "الربيع العربي". وتتأكد مخاطر مثل هذا التدخل خاصة في تحوّل ليبيا في السنوات الأخيرة، إلى مسرح مواجهات بالوكالة عن قوى إقليمية، قسمتها مصالحها بين مؤيد لحكومة فايز السراج وبين داعم لقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يواصل هجومه على العاصمة طرابلس منذ شهر أفريل من العام الماضي. وبينما حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مكالمة هاتفية مع نظيره التركي من أي "تدخل خارجي" من شأنه تعقيد الوضعية المتأزمة في ليبيا، سارعت إسرائيل ومعها اليونان، إلى إدانة ما وصفاه ب "تهديد استقرار المنطقة"؛ في موقف عبرت عنه أيضا مصر التي أدانت بشدة قرار البرلمان التركي واعتبرته تدخلا من أنقرة، "ستكون له آثار سلبية على استقرار منطقة المتوسط". ومن جانبه، وصف النائب الثاني لرئيس البرلمان الليبي المتواجد مقره بشرق البلاد، "طلب التدخل العسكري الخارجي في ليبيا الذي تقدم به فايز السراج، بخيانة عظمى"، محذرا من أن "النهج غير الحذر لأردوغان الذي ورط فيه برلمان بلاده، ستكون له عواقب وخيمة على المنطقة".