* email * facebook * twitter * linkedin أثار قرار استبدال الكيس البلاستيكي بالورقي في مادة الخبز، اهتمام عدد من الجمعيات، التي رأت أن من واجبها المساهمة في إنجاح المبادرة بطريقتها الخاصة، ومن بين هذه الجمعيات، جمعية "تريا" للتكفل بالأطفال المصابين بمتلازمة داون، التي بادرت إلى اقتراح مشروع، شرعت في العمل عليه، يتمثل في تمكين الخبازين من أكياس قماشية من صنع المصابين بالتريزوميا. حسب فريال عاتك، الأمينة العامة لجمعية "تريا"، فإن التفكير في مشروع صناعة الأكياس القماشية، الغرض منه تمكين المصابين بمتلازمة داون من الاندماج في المجتمع، من خلال القيام بنشاط منتج، وتغيير النظرة القائلة بأنهم فئة لا يمكنهم القيام بأي عمل، مشيرة إلى أن هذا المشروع من شأنه أن يغير رأي الكثيرين نحوهم، خاصة وإن تم دعمه من الجهات الوصية، ممثلة في وزارتي التضامن الوطني والتجارة، بما في ذلك الحرفيين، عن طريق الترويج له. التفكير في مشروع صنع الأكياس القماشية، حسب محدثتنا، جاء بعد الاقتناع بأن مبادرة الكيس الورقي، ورغم أهميتها، يظل عمرها قصيرا، لأنها لا تصلح للاستعمال المتكرر، كما أنها تكلف ميزانية الدولة، لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء من أجل صناعة أكياس الورق، بالتالي فإن البديل الذي تراهن عليه الجمعية، هو الكيس القماشي الذي يعتبر صديقا للبيئة، كما أنه يعمر طويلا، ويكون قابلا للغسل وإعادة الاستعمال. الهدف من طرح مشروع صنع كيس القماش، هو تشغيل فئة التريزوميا بالدرجة الأولى، وبالمناسبة تشير المتحدثة، إلى أنه على مستوى الجمعية، تشرف خياطة متخصصة على تقديم دروس في الخياطة، وكل ما تحتاجه لإطلاق المشروع، هو دعم الجمعية من الجهات الوصية والمحسنين بآلات الخياطة التقليدية، وليست الكهربائية، لتمكين هذه الفئة من القيام بحركات وهي جالسة على الماكنة، مشيرة إلى أن عملية صنع الأكياس لا تتم بقماش يجري اقتناؤه، إنما تقوم العملية على استرجاع الأقمشة المستعملة، وإعادة تدويرها، بالتالي تقول "نعد مجموعة من الأكياس المختلفة الموجهة لاقتناء مادة الخبز، من صنع أطفال التريزوميا". تتطلع الأمينة العامة من وراء هذا المشروع، الذي تتمنى أن يلقى الدعم من الجهات الوصية، الوصول إلى إشعار هذه الفئة بأنها قادرة على بلوغ الاستقلالية المالية، بعمل يقومون هم بإنجازه، وحسبها، فإن الخياطة واحدة من الحرف التي يمكن لهم أن يحترفوها، وتقول "وهو ما تأكد لنا على مستوى الجمعية، حيث تمكن بعضهم من النجاح في التعلم وحياكة الأكياس القماشية بدرجة عالية من الإتقان، بعضها موجه لمادة الخبز وأخرى للاستعمال اليومي، وبذلك نثبت بما لا يدع مجالا للشك، بأن الإعاقة ليست عقبة، بل تحد".