أعلن السيد حسان بوبكري الذي يترأس جمعية "أصدقاء تينهنان" بوهران، والتي تعنى بالمصابين بمتلازمة داون أو (التريزوميا)، عن شروع هذه الجمعية بداية من أكتوبر المقبل في إطلاق نشاطها الثقافي والإنساني والاهتمام أكثر بالمصابين به، للحد من عزلتهم والعمل على إدماجهم بطريقة إيجابية في مختلف النشاطات التربوية والتثقيفية، وإدماجهم اجتماعيا وتأقلمهم مع محيطهم الأسري. الجدير بالتنويه أن رئيس هذه الجمعية يعمل بمساعدة خمسة عشر عضوا يسهرون على القيام بنشاطات تربوية موسيقية لمرضى ‘متلازمة داون' من أجل تذليل العقبات الاجتماعية التي يفرزها نقص المرافق ووسائل التأهيل لهذه الفئة، وهو الأمر الذي يقف حجر عثرة أمام عائلاتهم العاجزة عن فك عزلتهم، حيث يتوقف التحصيل الدراسي مبكرا لدى أطفال "التريزوميا"، رغم ذكائهم وإدراكهم الإيجابي للعالم المحيط بهم، وسرعة اندماجهم وتأقلمهم مع المحيط الأسري أو الاجتماعي كغيرهم من الأطفال العاديين. تصنف ‘التريزوميا' لدينا ضمن الأمراض العقلية أو ناقصي الإدراك، وهي كلها صور نمطية مغلوطة، ونظرة دونية ساهمت في تهميش هؤلاء الأطفال وعزلتهم عن محيطهم الاجتماعي. وبهذا الخصوص، أشار رئيس جمعية "أصدقاء تينهنان" إلى أنه يجهل الكثير منا أسباب الإصابة ب«متلازمة داون"، وهي لا تعدو كونها خلل وراثي وجيني وليست جنونا، رغم وجود مستويات عديدة للمرض، فهناك ‘التريزوميا' الخفيفة والمتوسطة والحادة ، مع ذلك كشفت الأبحاث في بلدان عديدة عن إمكانية إدماج مرضى "التريزوميا" اجتماعيا وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في ممارسة نشاطهم وحياتهم اليومية، وأوكلت للعديد منهم مهام بسيطة داخل المؤسسات التربوية في أوروبا والولايات المتحدة، حيث قطعت العناية بمرضى "التريزوميا" أشواطا كبيرة... للإشارة فقط، تم غلق الفصل الخاص بمرضى "التريزوميا" في العاصمة في أوائل العام الدراسي الماضي، وهو القرار الذي أثار حفيظة أولياء هؤلاء الأطفال واعتبروه مساسا بحقوق هذه الفئة، وتم بذلك القضاء على فرصتهم الوحيدة في تأهيل أطفالهم مستقبلا. وفي منحى آخر، تجعل الجمعية مسألة التكفل بفئة المصابين ب«التريزوميا" البالغين سن ال 10 سنوات فما فوق من أولوياتها، رغم افتقارها للإمكانيات وانعدام المقر الذي يلتقي فيه هؤلاء الأطفال. رغم كل هذه العوائق، تدعو جمعية "أصدقاء تينهينان" أولياء المصابين بالتريزوميا إلى التقرب منها قصد التعاون والاعتناء بهذه الشريحة التي تعبر عن طموحها وموهبتها بطريقتها الخاصة. وأشرفت الجمعية السنة الماضية، على دورة تأهيلية تكوينية لأولياء الأطفال المصابين بالتريزوميا، أشرف عليها مختصون من أجل تلقينهم أبجديات التعامل مع أطفالهم في محيطهم الأسري والاجتماعي.