* email * facebook * twitter * linkedin منطق كأس الجمهورية أقصى شباب بلوزداد في أوج عطائه وقوّته. وكانت الصدمة كبيرة لأنصاره، الذين لم يتوقعوا بتاتا توقف تشكيلتهم في نصف طريق هذه المنافسة الشعبية التي حددتها إدارة النادي كأحد أهدافها الأساسية لهذا الموسم. ولا شك في أن استئناف التدريبات المبرمج اليوم بغابة بوشاوي، سيكون ساخنا بسبب عزم المناصرين مطالبة اللاعبين والطاقم الفني بتفسير أسباب هذا الإقصاء. لازالت معاقل شباب بلوزداد حزينة ومصدومة بسبب إقصائها على يد اتحاد بسكرة في الدور ثمن النهائي من هذه المنافسة الشعبية، التي وضعتها إدارة النادي كأحد الرهانات الأساسية لهذا الموسم. الجميع يشعرون الآن بمرارة هذا الإقصاء، وتبدو الآراء موحدة في تحديد مسؤولية المتسببين في ما حصل للفريق أمام اتحاد بسكرة. والذين تابعوا المباراة قالوا إن شباب بلوزداد خسر الرهان بشكل خاص في الجانب التكتيكي؛ من خلال قيام المدرب فرانك دوما بوضع خطة تكتيكية لم تكن لها فعالية كبيرة في الهجوم، والحذر الشديد الذي انتهجه من خلال وضع أكبر عدد من اللاعبين في وسط الميدان، أفقد فريقه كل قوّته الهجومية، وهذا ما ساعد فريق الخصم في الحفاظ على استقرار خط دفاعه، الذي ارتكز عليه للقيام بهجومات مضادة أربكت الدفاع البلوزدادي، الذي تلقّى هدفا قاتلا عن طريق ضربة جزاء بعد قيام مدافعه الرئيس بوشار، بعرقلة مهاجم بسكري. ورغم تقدم الخصم في النتيجة تعطلت الماكنة البلوزدادية، وعجزت عن إيجاد الثغرات في الدفاع البسكري، الذي صمد إلى آخر نهاية المباراة. وظهر المدرب البلوزدادي في نهاية اللقاء غاضبا بسبب هذا الإقصاء الذي لم يكن يتوقعه وهو الذي جاء إلى شباب بلوزداد لتقوية فريقه، والسماح له بالحفاظ على بلوغ الأهداف الثلاثة التي سطرتها إدارة النادي. وقالت مصادر قريبة من النادي البلوزدادي إن اللاعبين أصبحوا منزعجين من تصريحات مدربهم؛ لأنه أكثر من توجيه الانتقادات لهم في نهاية كل مباراة، مثلما حصل ضد اتحاد بسكرة في كأس الجمهورية وضد شباب مقرة في الجولة الأخيرة من البطولة. وهناك من يخشى حدوث شرخ كبير بين عناصر الفريق ومدربهم في الجولات القادمة للبطولة، إلا أن هناك من يعتبر أن الملاحظات التي يبديها فرانك دوما عن مردود لاعبيه، تدخل في إطار عمله، وأنه يسعى من خلالها لتحفيز لاعبيها، ودفعهم إلى تفادي الأخطاء التي ارتكبوها في السابق. نفس المصادر أكدت أن إدارة النادي تعتزم خلال الأسبوع الجاري، الاجتماع بأعضاء الطاقم الفني، لمساءلتهم حول أسباب خروج الفريق من كأس الجمهورية. كما لا يستبعد المسيرون إشراك اللاعبين في هذا الاجتماع. ويُتوقع أن يقوم المدرب فرانك دوما بإثارة مسألة منع الفريق من التحضير في الحصة التدريبية على مستوى ملعب 20 أوت، التي برمجها يوما قبل المباراة ضد اتحاد بسكرة، وكانت بالنسبة له هامة جدا. وبدأت أطراف أخرى من محيط النادي تشكك في قدرة المدرب فرانك دوما على الحفاظ على تماسك الفريق والسماح له بالاستمرار في وضعيته كرائد حقيقي للرابطة الاحترافية الأولى. وهناك من بين الأوساط البلوزدادية من بدأت تتأسف لذهاب المدرب السابق للفريق عبد القادر عمراني، وقالت إن إدارة النادي ارتكبت خطأ فادحا بعد فشلها في الحفاظ على هذا التقني الذي قاد شباب بلوزداد إلى التتويج بكأس الجمهورية في الموسم الفارط، فضلا عن أنه تركه في المركز الأول في البطولة الحالية عند مغادرته النادي، بل إن بعض الأطراف تأسفت أيضا لانسحاب المناجير العام السابق للنادي سعيد عليق، الذي كان إلى غاية ذهابه، بمثابة الرابط الحقيقي بين اللاعبين وإدارة النادي، وقريبا جدا من الطاقم الفني؛ ما سمح له بكسب ثقة عناصر الفريق، وهو ما يفسر الأجواء الممتازة التي كان يتواجد فيها، وانعكاساتها على المردود الجيد للاعبيه.