* email * facebook * twitter * linkedin دعت الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة التجارة، إلى مراجعة سياسة الدعم للمواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، على غرار الخبز، بما يضمن حماية هامش الربح وتحسين النوعية والجودة وحماية النشاط من الزوال، معلنة عن الشروع لاحقا في إعداد ملف سيتم رفعه للحكومة، يشمل جميع مقترحات مسيري المخابز والمهنيين والشركاء والانشغالات التي تقف حجر عثرة في طريق إنتاج وصناعة الخبز، لاسيما في ظل التراجع المستمر للمخابز من سنة إلى أخرى. وأضح رئيس الجمعية، الحاج الطاهر بولنوار، خلال إشرافه أمس، على أشغال الجمعية العامة العادية للخبازين، بقاعة الاجتماعات بمقر ملحقة بلدية الكاليتوس بالعاصمة، بحضور رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، ورؤساء وممثلي مكاتب الجمعية على مستوى الولايات، أن الوضع الحالي يتطلب من مسؤولي قطاع التجارة، أكثر من أي وقت مضى، الإسراع في مراجعة كل القوانين والتنظيمات التي تضبط الممارسات التجارية، لاسيما بالنسبة لفرع صناعة الخبز، من خلال إعادة الاعتبار لسياسة الدعم الحالية، وقضية تحديد هامش الربح للخبازين، وكيفية ترقية وحماية هذا النشاط التجاري من الاندثار، ملاحظا بأن "الفرينة هي المادة الوحيدة المدعمة رغم أنها مستوردة، فيما تبقى مادة الخبزة غير معنية بذلك في حقيقة الأمر". وأكد بولنوار في هذا الإطار، أن اللقاء مع مهني قطاع إنتاج الخبز، له علاقة مباشرة مع مجالات كثيرة، على غرار سلسلة الإنتاج والتوزيع ونمط الاستهلاك، حيث يهدف إلى توعية كافة الخبازين بضرورة توحيد انشغالاتهم ومشاكلهم المهنية، تماشيا مع السياسة الجديدة للحكومة، الرامية إلى تجسيد منظومة اقتصادية جديدة، جوهرها حماية الاستهلاك وترقيته لفائدة المواطن، مع محاربة مشكل الندرة، مشيرا إلى أن التكفّل الجاد بهذه الانشغالات من قبل الحكومة، سيعمل على ترقية النشاط والتركيز أكثر على استغلال المواد المحلية الصنع، بما يضمن التقليص من فاتورة استيراد مادة الفرينة التي كلفت الخزينة العام المنصرم، أكثر من 8 مليار دولار. كما تطرق نفس المسؤول، إلى نقاط أخرى سيتم طرحها لاحقا على الحكومة كانشغالات استعجالية، منها كيفية العمل على تحسين نوعية الخبز، ناهيك عن مسألة التكوين لفائدة الخبازين، حيث أشار في هذا الصدد، إلى التحضير لبرامج تكوين مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين بعد التوقيع على اتفاقيات معها في هذا الشأن، إلى جانب توقيع اتفاقيات أخرى للتكوين مع مراكز خاصة وغرف التجارة والصناعة، لتوفير تكوين شامل لفائدة الخبازين، يتيح لهم إمكانية تحسين نشاطهم. من جهته، كشف رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، عمر عامر، في تدخل له، أنه يجري التحضير بالتنسيق مع جمعية التجار والحرفيين، لإجراء أول مسابقة وطنية للخبز في الجزائر، قبل نهاية السنة الجارية، يشارك فيها جميع الفاعلين في القطاع على غرار الخبازين والمطاحن، قصد إعطاء صناعة الخبز طابعها الاجتماعي والقيمي والجمالي، "كونها مهنة لها جانب معين من الفن". وبلغة الأرقام، أشار السيد عامر، إلى التراجع المخيف لنشاط المخابز على المستوى الوطني، جراء المشاكل والعراقيل التي تواجه هذا النشاط الهام في الحياة العامة، حيث تقلّص عدد المخابز من 26 ألف مخبزة ناشطة إلى 8 آلاف مخبزة فقط، أي ما يعادل توقف 60 بالمائة من هذه الأخيرة عن العمل نتيجة عدة مشاكل، تتعلق أساسا بتراجع هوامش الربح، وارتفاع فواتير الكهرباء والمياه والكراء والديون المالية... وغيرها، داعيا إلى ضرورة التدخل العاجل للسلطات الوصية على القطاع لتدارك هذا الوضع المخيف. في الأخير، أشار الحاج الطاهر بولنوار، إلى برمجة لقاءات جهوية حول الرهانات والتحديات التي تواجه المخابز في الجزائر، من أجل التواصل مع كافة الخبازين، خاصة على مستوى الولايات النائية والصحراوية، مثمنا بالمناسبة، مساعي وزير التجارة الجديد كمال رزيق، لإعادة تنظيم قطاع التجارة، وضبط إنتاج وتوزيع المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، على غرار الحليب والخبز والخضر والفواكه... وغيرها، حيث أكد في هذا السياق دعم الجمعية المطلق لمثل هذه الجهود الكفيلة بمحاربة المضاربة ورفع الأسعار والقضاء على الاحتكار.