كشف رئيس اللجنة الوطنية للخبازين، فوزي بحيش، عن عزم جمعيته المطالبة بإنشاء لجنة تقنية لدراسة التكلفة الحقيقية للخبزة الواحدة، معتبرا بأن سعر الخبزة المنتجة بالجزائر "يتراوح حاليا ما بين 15 و18 دج"، مع احتساب هامش الربح القانوني للخباز. وأوضح فوزي بحيش في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أمس، أن السعر الحالي للخبزة الواحدة والذي لا يتجاوز 10دج أصبح يشكل عائقا كبيرا أمام الخبازين، باعتبار أن تكلفة إعداد خبزة صحية ومتوازنة كانت تقدر ب 11.5 دج سابقا، لترتفع فيما بعد إلى 12.48 دج جراء الزيادات في المواد الأساسية وظروف نشاط المخبزات الجزائرية في الثلاث سنوات الأخيرة والتي جعلت تكلفتها ترتفع إلى 12.48 دج وأكد رئيس اللجنة الوطنية للخبازين أن انخفاض قيمة الدينار مقارنة بالعملات الأجنبية قد أثر على سعر الخبزة بفعل ارتفاع سعر المواد الأساسية التي يستعملها الخباز لإعداد الخبز في الأسواق المحلية على غرار ثمن الخميرة الذي تضاعف من 2200 دج إلى 4200 دج بخصوص 10 كلغ منها، وكذا بعض المحسنات الضرورية لإنتاج الخبز، التي ارتفع سعرها من 1900 دج إلى 3200 دج، إضافة إلى فاتورتي الماء والكهرباء المتضاعفة بالنسبة للمخبزات في الثلاث سنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أجرة العامل ونقص اليد العاملة. كما أفاد بحيش، أن ملف الخبازين ينتظر على طاولة الوزارة منذ 3 سنوات، مؤكدا أن تفاقم مشاكل هذا القطاع، تسببت في غلق ما يزيد عن 5000 مخبزة في السنتين الأخيرتين، كون هامش ربح الخباز انعدم جراء ارتفاع أسعار تكلفة إنتاج الخبز، مطالبا الوزارة الوصية بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل اللجوء إلى إضراب وطني للخبازين. من جهته، أرجع رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، المشاكل التي يتخبط فيها جميع الخبازين على مستوى التراب الوطني إلى تقليص هامش الربح، مضيفا أن سعر الخبزة الحالي لا يغطي تكاليف إنتاجها. كما أوضح الطاهر بولنوار، في حديث ل "الحوار"، أن ارتفاع أسعار الكثير من المكونات التي تدخل في إنتاج الخبز على غرار الخميرة، والماء، والملح، والمحسنات حال دون تحقيق الخبازين لهامش الربح، موضحا بأنه لا يمكن الحديث عن نوعية الخبزة موازاة مع هامش الربح الضئيل تقريبا الذي يجنيه الخباز، إضافة إلى النوعية الرديئة للفرينة المستعملة بالجزائر، مقارنة بنوعية الفرينة المستعملة في دول أخرى، مضيفا بأن الخباز الجزائري اليوم أمام خيارين، إما رفع السعر إلى ما يفوق 12 دج للخبزة، أو خفض وزن الخبزة حتى يتفادى الخسارة. وأضاف نفس المتحدث، بأن 4000 إلى 5000 مخبزة أغلقت خلال الخمس سنوات الأخيرة، مطالبا السلطات الوصية بالتدخل العاجل، لأن الخبازين لا يمكنهم الصمود كثير أمام المشاكل التي يعرفها القطاع، كما كشف في ذات السياق، على أن جمعيته ستراسل وزارة التجارة والمالية والوزارة الأولى اليوم الأحد، وستبلغهم فيها بالتكلفة الحقيقة لإعداد الخبزة بالجزائر، كما ستدعوهم لإنشاء لجنة تحقيق في تكلفة إعداد الخبزة من المصالح المختصة، وإذا كانت تكلفتها أقل، فالخبازون مستعدون لبيعها بسعر أقل، مؤكدا بأن الخبازين لم يدرسوا احتمال تنظيم إضراب أبدا. كما أعلن بولنوار عن إنشاء ناد للخبازين الجزائريين تحت إطار جمعيته يعنى بتكوين المخبزات للمتربصين في مراكز التكوين المهني بالشراكة مع مراكز التكوين المهني والتمهين بغية ضمان مداومة في المناسبات والأعياد، والتي غالبا ما تعرف نقصا في التموين بهذه المادة، باعتبار أن أغلبية العاملين يقطنون خارج العاصمة. كما طالب رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين بتحرير أسعار الخبز وتغيير طريقة الدعم وتوجيهه مباشرة إلى المستهلك لضمان هامش ربح الخباز وتجنب تبذير مادة الخبز، مؤكدا أن الفرينة المدعمة من الدولة، يستفيد منها غير الخبازين في نشاطات اقتصادية أخرى كصناعة البسكويت والحلويات وغيرها. سمية شبيطة