في خطوة منها للحد من اتساع رقعة الانحراف وسط الشباب وبخاصة الأحداث، بادرت مؤخرا قيادة الدرك الوطني الى توسيع شبكتها الخاصة بحماية الأحداث من الانحراف عن طريق استحداث خلايا إصغاء على مستوى جميع وحدات الدرك عبر الوطن، مع التنظيم الدوري لأبواب مفتوحة حول نشاط الدرك الوطني· والهدف من هذه الأبواب تحسيس الشباب والمراهقين بمخاطر وخطورة المخدرات والتسرب المدرسي والانتحارات وكذا الهروب من الاسرة والذي غالبا ما تكون نتيجتها الحتمية ان ينتشل المراهقون أو الشباب الهارب من طرف جماعات متطرفة تتبناهم كمجندين جدد في صفوفها، وهذا هو الشكل الجديد من الانحراف الذي دار حوله النقاش مؤخرا بولاية بومرداس في تدخلات منظمي اللقاء الذي شكل الانتحاريون الصغار موضوعه بحضور تلاميذ من إكماليات وثانويات ومعاهد التكوين المهني ودور الشباب، منحت لهم الكلمة في الأخير للحديث عن أهم مشاكلهم ومشاغلهم سواء الأسرية أو التعليمية· ومن ضمن ما جاء في التدخلات لمنظمي اللقاء التحسيس اعتبار نقطة الانتحاريين الصغار الذين لا يتعدى سنهم 18 سنة شكلا جديدا لانحراف الأحداث بدأت تتخذ تدابير وقائية ومتابعة ميدانية استعجالية وجادة لتطويق الظاهرة، ومن بينها توسيع وتعميم الابواب المفتوحة على الامن والدرك والقضاء والعدالة وتقديم محاضرات موجهة بالدرجة الأولى للمراهقين والشباب يلقيها متخصصون في الطب النفسي والاجتماعي، وكذلك المبادرة بتوسيع لجنة خلية الاحداث وحمايتهم من الانحراف يكون لها شركاء من كل القطاعات· وقد لوحظ مؤخرا ازدياد عدد ملفات الاحداث على مستوى العدالة تتراوح ما بين قضايا العنف بحوالي 70% وكذا حيازة المخدرات والاتجار بها مع الاشارة الى قضايا الانتحاريين الصغار التي بدأت في الظهور مؤخرا أبطالها مراهقون ما بين 15 و19، وقد تم مؤخرا إلقاء القبض على مراهقين غرر بهم لأداء عمليات اجرامية، متابعون حاليا في قضايا الإنخراط في الجماعات الإرهابية أو تمويلها بالغذاء والمال سيبت في قضاياهم في الدورة الجنائية اللاحقة بحسب التوضيحات المقدمة لنا من طرف المختصين على هامش اللقاء المذكور دون إعطاء احصائيات عن الظاهرة· وخلص المتدخلون الى ضرورة التشديد على التدابير الوقائية لحماية الأحداث من الانحراف أهمها المتابعة الميدانية من طرف قضاة الأحداث والجمعيات والمراكز المتخصصة لحماية الأحداث والشباب من الإرهاق الفكري والتفكيري، وبحسب ما جاء على لسان المتدخلين. *