انحراف الأطفال مفرخة لمجرمي المستقبل يعكف حاليا أساتذة باحثون من جامعة الجزائر بالتنسيق مع فريق مختص من إطارات الدرك الوطني على إعداد برنامج خاص للوقاية من الإنحراف وسط الأحداث والأطفال وبحث آليات التكفل بالقصر المتورطين في الإجرام بأشكاله وأيضا الأطفال ضحايا العنف الجسدي والجنسي والنفسي. * * ويرتكز هذا البرنامج المشترك بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وقيادة الدرك الوطني على تعزيز معارف وترقية قدرات خلايا حماية الأحداث التابعة لقيادة الدرك الوطني لتحقيق نتائج فعالة ميدانيا بناء على دراسة الوضعية. * وأوضح العقيد أيوب عبد الرحمن، رئيس خلية الإتصال بقيادة الدرك الوطني في لقاء صحفي سهرة أول أمس بمقر قيادة الدرك، أنه سيتم رفع عدد خلايا حماية الأحداث من الإنحراف التي تم إنشاءها سنة 2004 وموزعة على العاصمة، وهران وعنابة وتم دعمها بأخصائيين نفسانيين واجتماعيين يشاركون في التحقيقات الأمنية مع القصر الموقوفين أو الضحايا، وتقوم الخلية بمتابعة الحالة نفسيا بعد تحويل القاصر على مركز حماية الأحداث وتمكنت هذه الخلايا من إعادة إدماج العديد من الأطفال في وسطهم الأسري من خلال عمل جواري مكثف مع أوليائهم. * وأشار العقيد أيوب إلى أن العديد من الأطفال المتشردين الذين يتم توقيفهم وانتشالهم من الشوارع يقدمون هوية مزورة لعدم إعادة إدماجهم في أسرهم بعد فرارهم منها، حيث كانت خلية حماية الأحداث التابعة للقيادة الجهوية الثانية للدرك بوهران قد ضبطت قاصرا مسجونا كان محل بحث بعد أن قدم هوية مزيفة. * وعرض إحصائيات نشاط هذه الخلايا خلال الأشهر الثمانية الأولى، حيث تم توقيف2177 قاصر تقل أعمارهم عن 18 سنة، متورطين في مختلف الجرائم خاصة الإختطاف، القتل العمدي إضافة إلى الجريمة المنظمة كتهريب المخدرات والمتاجرة بالأسلحة النارية. * ومقابل ذلك، أحصت مصالح الدرك الوطني خلال نفس الفترة 1370 طفل ضحية عنف خاصة العنف الجنسي، وقال العقيد أيوب معلقا على هذه الأرقام "مهام الدرك ليست فقط الردع والقمع بل تعطى الأولوية للعمل الوقائي والتوعوي"، حيث قامت خلايا حماية الأحداث من الإنحراف 186 عملية تحسيسية في الوسط المدرسي والشواطىء مع التركيز على الإتصال والإصغاء لانشغالات الشباب "الذين نراهن على حمايتهم ووقايتهم من مختلف أشكال الإنحراف على خلفية أنهم الفئة أكثر تورطا في الإنحراف بأشكاله".