* email * facebook * twitter * linkedin دعت الدكتورة سامية ياحي، رئيسة المؤتمر الدولي الرابع حول الصحة النفسية والتطبيقات العلاجية، إلى الاهتمام بشكل أكبر بموضوع الصحة النفسية، من خلال فتح مجال تبادل الخبرات بين الباحثين والأخصائيين، بالنظر إلى أهمية التكفل بالجانب النفسي الذي أصبح، حسبها، من العلاجات المطلوبة اليوم، والذي لم يأخذ حقه من الاهتمام في الجزائر. حسب رئيسة الملتقى في كلمتها، بمناسبة إشرافها على افتتاح أشغال المؤتمر الدولي الرابع حول الصحة النفسية والتطبيقات العلاجية بجامعة الجزائر "2"، والذي حمل شعار "نحو رؤية مستقبلية أفضل للصحة النفسية"، فإن الحاجة ملحة لتوسيع النظرة حول آخر المستجدات المعتمدة في مجال التكفل النفسي"، وأشارت إلى أن التفكير في موضوع الصحة النفسية جاء بعد وقوفها على حاجة المجتمع الجزائري إلى هذا التخصص، من أجل التكفل بمختلف المشاكل المطروحة بالنسبة لفئة الأطفال والشباب والمسنين، لافتة إلى أنه من الضروري معرفة واقع التكفل النفسي، وأهم التطبيقات العلاجية المعتمدة للخروج بتوصيات تثمن هذا النوع من العلاجات النفسية، من خلال الاطلاع على تجارب الأخصائيين والأكاديميين من داخل الوطن وخارجه. من جهته، أوضح عميد كلية العلوم الاجتماعية ناصر زبدي، لدى تدخله، أن موضوع الصحة النفسية يأتي نقيضا للأمراض النفسية، لكن هذا لا يعني أن الصحة النفسية غير موجودة، إنما الهدف من تسليط الضوء عليها هو الرفع من مستواها، لأن الصحة النفسية تتأثر بكل الظروف المحيطة بها، ولعل آخرها فيروس "كورونا" وما صاحبه من تأثيرات على الصحة النفسية، وخلق حالة من الاضطراب والهلع، ومن هنا تظهر الحاجة إلى مثل هذا التخصص لتفعيل سبل العلاج والتكفل. من جهة أخرى، أوضح المتحدث أن التطبيقات العلاجية مع موجة التكنولوجيا أصبحت بدورها تشكل تحديا، إذ أصبح يتم عرض تطبيقات علاجية على المواقع الإلكترونية، يبادر الأفراد بشكل فردي إلى تجريبها، وفي غياب التخصص يخطؤون في تشخيص الحالة، مما يضر بالحالة النفسية، الأمر الذي يتطلب لفت الانتباه إليها والتحذير منها، خاصة أنها أضحت تشكل تهديدا لكل أفراد المجتمع، ينبغي أن يأخذه المختصون بعين الاعتبار في تطبيقاتهم العلاجية، مشيرا إلى أن الغاية من الملتقى هو الوصول إلى تقديم اقتراحات ترفع من معدل فعالية الصحة النفسية. من جهتها، أوضحت الأستاذة تلعز القلاع، مختصة نفسانية من تونس، على هامش المؤتمر، أن موضوع الصحة النفسية في المجتمعات العربية لا زال فيه خلط بين الطب النفسي وبين العلاج النفسي، وحسبها، فإن المفروض أن العلاجات النفسية هي تلك التي تهتم بكل ما هو اضطراب نفسي بعيد عن الأدوية، وهو ما نحتاج إلى الاهتمام به أكثر، خاصة على مستوى المدارس، للوصول إلى إعداد مجتمع متوازن نفسيا، مشيرة إلى أنه على مستوى الأخصائيين والأكاديميين، هناك اهتمام بتفعيل العلاج النفسي كعلاج وقائي لتجنب الدخول في العلاجات العضوية. في سياق متصل، أوضحت كريمة محيوز، أخصائية في التنظيم والعمل، في معرض حديثها مع "المساء"، على هامش المؤتمر، أن مشاركتها في أشغال المؤتمر جاءت لتسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية للعامل، كونها لا تحظى بالاهتمام المطلوب، رغم أن الاهتمام بالصحة النفسية يلعب دورا كبيرا في الرفع من المردودية في العمل، وحسبها، فإن أهم ما يجب التركيز عليه للرفع من الصحة النفسية لدى العامل؛ إقناعه بفكرة التكيف لتحقيق الراحة النفسية والقدرة على العمل، واعتماد استراتيجية التحكم في الضغوط، وفي غياب هذه الآلية، تؤكد "العامل مدعو إلى أن يغير من عمله، لأن تظاهره بالشعور براحة نفسية يرفضه الجسم، ويظهر عليه في شكل بعض الأمراض، منها القولون العصبي والضغط الدموي والسكري نتيجة القلق"، مشيرة في السياق، إلى أن الهيئة المستخدمة من جهتها، لابد لها أن تهتم براحة العامل النفسية، من خلال إشراك الأخصائي النفسي الذي يتمثل دوره في معالجة العامل في مرحلة الإنذار بوجود مشكل نفسي، أو اضطراب، قبل الوصول إلى مرحلة المقاومة والإنهاك، وهذا "ما لا تؤمنه" مؤسسات المستخدمة، رغم أهميته في ضمان السير الحسن للعمل والذي عادة ما يتوفر في المؤسسات الكبرى فقط.